قال الكاتب السياسي المهندس "جمال باهرمز" أن النزوح اليمني لدمار الجنوب والحقيقه المؤكدة ان سبب انهيار دولة الجنوب العربي ودورات الدم التي ألمت بها واخيرا سوقها إلى باب اليمن في عام ٩٠ م."
وقال "باهرمز" في موضوع تلقاه محرر "شبوة برس" وجاء نصه:
كان ولازال بسبب النزوح اليمني المسيس وغير المسيس إلى الجنوب العربي والذي أدى إلى تواجد مشروعين متناقضين في أعلى هرم القيادة في الجنوب العربي .
1- مشروع استقلال الجنوب العربي ورفاهية شعبه ودعم اشقائه اليمنيين للتخلص من مازقهم التاريخي في الصراع على السلطة بقيادة اولا الرئيس قحطان .
2- ومشروع النازحين اليمنيين القاضي بتوجية مقدرات الجنوب البشرية والمادية باتجاه تحرير صنعاء وضمها إلى جغرافية الدول الاشتراكية بقيادة فتاح .
ففي الاستقلال الاول وعند بداية ثورة ١٤ اكتوبر تم نزوح الكثير من اليمنيين من الشمال اليمني تحت حجج أنهم مطاردين من النظام أو نقل السلاح المصري إلى جبهات الجنوب أو غيره مما سهل لهم الانضمام إلى جبهتي التحرير والقومي.
وهم اصحاب مكر وخبث سياسي حين سوقوا أنفسهم كامناء على التجربة الاشتراكية والانطلاق بها إلى صنعاء بعد عدن .
مما جعلهم شركاء في حكم الجنوب بالاراده السوفيتيه حيث انهم قدموا انفسهم للاتحاد السوفيتي انهم هم من سيحرر صنعاء بعد عدن وكانت تقاريرهم وكلمتهم نافذه لدى السوفييت حتى قبل رؤساء الجنوب وبذلك استطاعوا التخلص من الرئيس قحطان وقتل فيصل عبد اللطيف ورفض قانون الهوية الجنوبية العربية الذي قدمه الرئيس الشهيد كامتداد لاتحاد الجنوب العربي وفرضوا الهوية اليمنية .
وكذلك التخلص من الرئيس سالمين الذي أراد إبعادهم عن مراكز القرار حين وجد أن خططهم هي الاستيلاء على حكم الجنوب.
ثم المعركه الاخيره مع علي ناصر محمد والتي كانت نتاج لهذا الاسباب فهي بين مشروعين القيادات الجنوبية التي تريد الرفاهيه لشعبها الجنوبي كدوله وبين الشماليين اليمنيين النازحين الذين جاؤوا الى الجنوب هاربين ويريد ان يوجهوا كل مقدرات الجنوب لتحرير صنعاء من النظام الذي طردهم وللاسف أن الجنوبيين أنفسهم في كل مره ينقسموا ضد بعض.
هاذان المشروعان هم سبب انهيار دوله الجنوب العربي وذهابها الى الوحده اليمنية.
لا نريد ان نكرر نفس الاخطاء بالدافع الطائفي او بالدافع القومي العروبي او بحجة المقاومة للمشروع الإيراني وغيرها من الدوافع.
ونجد انفسنا كشعب جنوبي مره اخرى نلتحق بباب اليمن ولهذا علينا توعيه من لازال لم يدرك خطر النزوح اليمني للجنوب العربي وتأثيره مستقبلا على القرار السياسي.