زيود الهضبة جعلوا من شوافع اليمن مقاتلين لتثبيت الحكم الزيدي وهيمنته المطلقة

2024-08-15 19:21
زيود الهضبة جعلوا من شوافع اليمن مقاتلين لتثبيت الحكم الزيدي وهيمنته المطلقة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – خاص 

عند قراءة التاريخ السياسي لليمن من بعد سقوط الأمامة وقيام الجمهورية في سبتمبر ١٩٦٢ ، كان لشوافع اليمن في المناطق الوسطى حراك قوي ومتصاعد لنيل استحقاقاتهم السياسية في السلطة ، وكان في مقدمة هذا النضال الشافعي احمد محمد نعمان والذي عقد مؤتمر في أكتوبر ١٩٦٤ في تعز جمع فيه كل الطيف الشافعي " قبائل وتجار وعسكر ونخب " وأصدر بياناً باسم الجبهة القومية لحماية الوحدة الوطنية باليمن ، طالبوا بتقسيم مراكز السلطة بين الشوافع والزيود ، كذلك تحركات علي عبدالمغني عند انطلاق ما سُمي بالثورة حيث اعتبر القائد الفعلي لها ، وغيرها من القيادات الشافعية التي كانت تتحرك وتصطف لنيل حقوق الشوافع السياسية من خلال تقاسم السلطة .

في حوار أجراه الباحث العقاب بالقاهرة مع محمد علي الشهاري مدير مكتب السلال حيث قال الشهاري " ان النعمان دعا لمحور طائفي " توصيف أجاز لهم سحق شوافع اليمن بينما لا يرون المحور الطائفي الزيدي .

 

بعد قمع السّلال للشوافع وتصفية "علي عبدالمغني" في حريب ، ومذبحة الحديدة التي ارتكبها الفريق حسن العمري بالشوافع الثّوار في ١٩٦٧ بعد الانقلاب على السّلال ، ثم قتل وملاحقة الحمدي واخوان ابو لحوم والغشمي وعفاش للشوافع في أب وتعز والبيضاء عندما كان الحمدي نائب القائد العام بين ١٩٦٩ حتى ١٩٧٣ ، تحت ذريعة مخربين ويساريين وبعثيين ، وأكمل الحمدي مسيرة تصفية المعارضة الشافعية في عهده تحت نفس الحجج ، حتى أتى عفاش فأوكل المهمة للاخوان المسلمين لتصفية الجبهة الوطنية .

 

ادركت القوى الزيدية ان حراك اليمن الشافعي لن يتوقف وسوف يستمر ويتصاعد ويظهر من فترة لأخرى بأشكال وطرق اخرى دينية او اجتماعية او سياسية لاسقاط تسلط حكم وهيمنة الهضبة الزيدية ، لذلك كان لثلاثي الزيدي عفاش وعبدالله بن حسين الأحمر وعلي محسن الأحمر بُعد رؤية في إيجاد حل جذري يمنع ظهور اي ثورة من اليمن الشافعي ضد اي سلطة زيدية تحكم صنعاء مهما اختلف لونها وشكلها .

فكان الحل هو استخدام عنصري الدين والحزبية كانتماء بدلاً من الوطن والحقوق ، فأصبح الولاء الديني والحزبي بدلاً من الشراكة السياسية الوطنية وحقوق اليمن الشافعي اسوة بالزيود .

لذلك قام النظام الزيدي في صنعاء وبدعم خارجي لفتح ألالاف المعاهد الدينية في اليمن الشافعي في الثمانينات لأدلجة الناس دينياً وسُلمت تلك المهمة للاخوان المسلمين .

ثم عُقد مؤتمر في ١٩٨٢ لتكوين جبهة سياسية من كل الطيف اليميني " الاخوان والقبائل " واليساري " بعث وناصري واشتراكي " .

وحتى لا يتمرد التيار الديني الاخواني على الزيود ويصبح واجهة وطنية دينية لليمن الشافعي كما فعل الفكر القومي واليساري ، صدّر زيود الهضبة قيادات زيدية تقود التيار الديني الاخواني مثل اليدومي والديلمي والانسي والزنداني ، وعندما قامت الوحدة في ١٩٩٠ اكملت الهضبة الزيدية اجندتها وشكّلت لهم حزب سياسي اخواني اسمته " الإصلاح " سلّمت قيادته لشيخ قبلي زيدي وهو عبدالله بن حسين الأحمر وقيادات زيدية وضعت في الصف الاول .

 

وعند قراءة مشهد اليمن الشافعي منذ الثمانينات وحتى اليوم لن تجد اي مقاومة وطنية او مساعي لمساواة الشوافع بالزيود او حتى المطالبة بحقوق سياسية، مثل ما كان عليه الحال من ١٩٦٢ حتى ١٩٨٢، بل خلال الأربعين سنة الماضية اصبح شوافع اليمن يدعمون الحكم والسلطة الزيدية المطلقة ويقاتلون من اجل سلطتهم وهيمنتهم على جميع السلطات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإدارية وحتى الاجتماعية .

فإن تحدثت الآن اي شافعي يمني لن تجده إلا داعم للإصلاح الاخواني الزيدي أو المؤتمر الشعبي العام الزيدي أو أنصار الله الحوثيين الزيدي ، ويسعى ويقاتل لتثبيت أحد هذه الثلاثة الأركان الزيدية الأساسية للحكم .

ركز على الأسماء في صورة مؤتمر حرض هل فيها شافعي .

 

وضاح الهنبلي