الحديدة وتهامة: معاناة مستمرة وتحريرها من مليشيات الحوثي هو الحل الوحيد

2024-12-26 16:19
الحديدة وتهامة: معاناة مستمرة وتحريرها من مليشيات الحوثي هو الحل الوحيد
شبوه برس - خـاص - عــدن - المخا

 

*- شبوة برس - كفاح الزبيدي

منذ استيلاء مليشيات الحوثي على محافظة الحديدة وأجزاء واسعة من تهامة، تحولت حياة سكانها إلى معاناة يومية تفوق الوصف. الممارسات الحوثية الطائفية لم تقتصر على جانب واحد بل شملت مختلف مناحي الحياة، مما جعل الحياة في تهامة والحديدة جحيماً لا يُطاق. وفي ظل هذا الوضع المأساوي، يبدو أن الطريق الوحيد لإنهاء هذه المعاناة هو إطلاق يد القوات التهامية وشركائها لتحرير الحديدة وتهامة من قبضة هذه المليشيات الطائفية.

 

حياة محفوفة بالمخاطر والألم

مما يرد من أبناء تهامة في المناطق المحتلة من الحوثيين، تظهر صورة قاتمة لمعاناة لا حدود لها. الألغام المزروعة عشوائياً أصبحت كابوساً يومياً، إذ لا يكاد يمر يوم دون سقوط ضحايا مدنيين، من الأطفال والنساء، الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذه الجرائم.

 

انهيار مصادر الرزق

الصيادون، الذين طالما ارتبطت حياتهم بالبحر، يواجهون اليوم أعباءً تفوق قدرتهم على التحمل. بين ارتفاع تكاليف الصيد، وانخفاض أسعاره، والضرائب والأتاوات التي تفرضها المليشيا عليهم ومؤخرا توقف التصدير، أصبحت مهنة الصيد عبئاً لا يمكن مواصلته. كثير من الصيادين اضطروا للهجرة، تاركين وراءهم البحر الذي كان مصدر رزقهم الوحيد.

 

المزارعون التهاميون هم الآخرون لم يسلموا من هذه الأوضاع أيضاً. الجبايات الباهظة، وانخفاض أسعار المحاصيل، وارتفاع تكاليف الزراعة جعلت الكثير منهم يفقدون الأمل في مواصلة العمل. البعض أوقف نشاطه الزراعي تماماً وأحرق زرعه، والبعض الآخر اختار الهجرة بحثاً عن لقمة العيش.

 

نهب إيرادات موانئ الحديدة والصليف

لم تكتف مليشيات الحوثي بذلك، بل استولت على جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف، ووجهتها إلى خزينتها الخاصة بدلاً من توريدها إلى البنك المركزي أو استخدامها لصرف مرتبات الموظفين، في مخالفة صريحة لاتفاق ستوكهولم. أما الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، فقد تحولت إلى مصدر للمتاجرة، حيث تُباع بأسعار باهظة لأبناء تهامة، بينما يتم توصيلها مجاناً إلى مساكن عناصر المليشيا.

 

الطائفية والتغيير الديموغرافي

جيرت مليشيا الحوثي كل الإمكانيات التي بيدها لتشييع الجيل الجديد من أبناء تهامة عبر غسل أدمغتهم بأفكار متطرفة، في محاولة لتغيير الهوية الثقافية والدينية للمنطقة. تستخدم لذلك وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي والمراكز الصيفية وما تسميها بالدورات الثقافية ومنابر المساجد والمدارس. بل حتى جامعة الحديدة، التي من المفترض أن تكون مركزاً للتنوير والعلم، تم تحويلها إلى أداة لنشر الفكر الطائفي وجيرت مقدراتها لصالح الأنشطة الطائفية وآخرها الاستيلاء على القاعة الكبرى للجامعة التي كلفت خزينة الدولة المليارات وتحويلها إلى وكر لنشر التشيع والطائفية.

 

انتهاكات حقوق الإنسان

الانتهاكات الحوثية طالت أيضاً الأراضي والحقوق الفردية. الأراضي تُنهب، وأصحابها يُعتقلون أو يُقتلون عند محاولة الدفاع عنها. كما أصبحت الاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والقتل بتهم ملفقة جزءاً من الواقع اليومي لأبناء تهامة، كما حدث مع من أُعدموا ورقصت المليشيا فوق جثثهم في ميدان التحرير بتهم قتل الصماد الزائفة.

 

الطريق الوحيد هو التحرير

هذه المعاناة المستمرة تشير بوضوح إلى أن الحل الوحيد لإنقاذ تهامة والحديدة من هذا الجحيم هو تحريرها بالكامل من قبضة مليشيات الحوثي الإرهابية. تحرير تهامة لن ينهي فقط هذه الانتهاكات، بل سيعيد لأبناء المنطقة حقهم في الحياة الكريمة والعيش بسلام، بعيداً عن التمييز الطائفي والقمع. ولدى القوات التهامية وشركائها من القوات الجنوبية والمقاومة الوطنية الإرادة والتصميم لتحرير الحديدة وتهامة وقد وصلت فعلاً في ٢٠١٨ إلى مرمى حجر من ميناء الحديدة قبل أن تمنح مليشيات الحوثي قبلة الحياة باتفاق ستوكهولم الظالم.