‏جريمة اغتيال الدبلوماسيين الجنوبيين.

2025-05-01 12:40
‏جريمة اغتيال الدبلوماسيين الجنوبيين.

الشهيد المغدور محمد صالح عولقي وزير خارجية ج ي د ش. مع الرئيس جمال عبدالناصر

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان

في مثل اليوم الثلاثين من أبريل عام ١٩٧٣م تم تفجير طائرة الدبلوماسيين الجنوبيين بينما كانت في رحلة بين عتق ومطار الغرفة، وعلى رأسهم وزير الخارجية "محمد صالح عولقي" في واحدة من أبشع الجرائم والاغتيالات السياسية التي عرفها الجنوب بعد الاستقلال الذي ارتكبها المتمركسون من أنصار اليمننة.

 جأت بعد سلسلة من التصفيات الجسدية التي طالت الكثير من الكوادر الجنوبية ممن عرفوا برفضهم لجماعة اللامقبور عبد الفتاح وشلة الجحملية، البعض منهم هاجر وآخرين هربوا من بطش المناضلين الجدد والانتهازيين، والبعض الأخر لم يهرب من الجنوب في أثناء تلك الحقبة السوداء, ولم يهابوا الموت على الرغْم من التهديدات التي كانوا يتلقونها من الذين كانوا يسمون أنفسهم بالمناضلين والثوريين وهم في الأساس عملاء ومن متسلقي نضال شعب الجنوب من الجهلة الدمويين, الذين وصلوا إلى مراكز قيادية في الجنوب بفضل سياسة الغدر و التصفية الجسدية للكوادر الجنوبية المثقفة، المتعلمة، الوطنية والقوي سياسياً وعلمياً, أو عن طريق إخفائهم عن الوجود دون ترك أي أثر يذكر, أو سجن المعارضين دون محاكمة وتطبيق سياسة الابتزاز معهم و نفيهم إلى خارج البلاد.

 من ضمن تلك المرحلة السوداء من تاريخ الاغتيالات في الجنوب كانت هناك أسماء داخل البلد ترعب الجهلة وأنصاف المتعلمين ممن يسمون أنفسهم ثوار ومناضلين فكان لابد من التخلص من تلك الأسماء دفعة واحدة. بناءً على الشهادات والمصادر المتوفرة، تم اختيار طائرة الدبلوماسيين لتنفيذ الرحلة لأنها كانت وسيلة النقل الرسمية لنخبة من الوزراء والدبلوماسيين بعد مشاركتهم في مؤتمر رسمي في عدن، حيث كان الهدف المعلن هو جولة ميدانية للاطلاع على الأوضاع في المحافظات الشرقية (شبوة وحضرموت). تم اختيار الطائرة كوسيلة نقل جماعية سهّل على مدبري المؤامرة استهداف أكبر عدد من الشخصيات المؤثرة دفعة واحدة، إذ جُمِعوا جميعاً في رحلة واحدة، ما جعل العملية أكثر فاعلية من الناحية التخطيطية لمن أراد تصفيتهم سياسياً.