حمار بجلد أسد

2025-05-02 19:43

 

سيتم إقالة أحمد عوض بن مبارك وحكومته او لمفرده، مثلما تم اقالة من كانوا قبله. وسيتم إقالة من سياتي بعده لذات الأسباب ولنفس القباحات :(الفشل والفساد المحسوبية التسيب نهب المال العام وشراء لاءات وارتهان ..الخ...)،فاي تغيير لا يستهدف علاج المرض ويكتفي فقط بعلاج العرَض فهو عبارة عن ذر الرماد على العيون...فالمشكلة ليست بالأشخاص فقط بل ببقاء ذات السياسة واستمرار مراكز الفساد والفشل ممسكة بالقرار والمال ومستقوية بالخارج وبمراكز القوى العميقة التي تجذرت وترسخت جذوعها وفروعها منذ سنوات طويلة وصار الفساد مؤسسة عريقة، وطالما بقي الوضع السياسي والعسكري جامدا كما هو. 

 

فلا يمكن لهذه القوى إن تحارب فساد تقتات عليه وتستظل بظله منذ عقود،  ولا يمكن بالتالي التوقع منها إصلاح الوضع وإغلاق مسارب المال وانتشال الوضع، فلا أحد يحارب نفسه.

 

 فالأولَى باي جهود صادقة تهدف لإصلاح الاوضاع هو النظر فى السياسات العقيمة الفاسدة القائمة ونسفها أو قُل إصلاحها.فإبقاءها واستمرار ذات النهج وبذات العقلية والتفكير،والاكتفاء فقط بتغيير الاشخاص كلما تصاعد الرفض وتدهور الوضع ليس اكثر من وسيلة وقحة لتهدئة روع الساخطين وامتصاص هلعهم، وإفهامهم بأن القادم افضل وإن عهدًا جديدًا قد بدأ. وبعد ذلك يستمر  إعادة انتاج الحال من جديد،ويعاد معه إعطاء ذات الوصفة :(حقنة عظل ) للجياع والمعترضين.

   

فما قيل عن حكومة  بحاح من فساد وفشل وفوضى إدارية عارمة، وهي فعلاً كانت فاسدة حين أتت مثقلة بفسادها وفشلها وتناقضاتها من صنعاء،واطيح بها بسببها ،قيل بعد ذلك عن حكومة بن دغر والتي هي الأخرى لم تكن أفضل حالاً(وإن كانت الأوضاع في ظل تلك الحكومتين اقل سوءاً مما هو اليوم )، وما قيل عن بن دغر وحكومته بعد ذلك من فساد وفشل وتسيب، قيل بالضبط -نسخ لصق- عن معين عبدالملك وحكومته، وهذه الاخيرة مثل سابقاتها سيئة، وانسحبت ذات العاهات  والاسقام حتى وصلت لحكومة بن مبارك ، وسيم مناولتها للحكومة القادمة،وهكذا وهكذا. 

     فإن بقي التعاطي مقتصرا على  معالجة القِشور  لا الجوهر، وظل أفق التسوية مسدودا سيظل الوضع يراوح مكانه من التدهور بل سيتفاقم اشد، فبسبب غياب التسوية السياسية  أيضا ظلت وستظل كل القوى المؤتلفة بالحكومة والرئاسة  تكيد لبعضها البعض، وتقوض جهود بعضها خدميًا وامنيًا وسياسيًا كلما كان لا يتفق مع مصالحها ولا مع مشارعيها السياسية .

  *ص.السقلدي