*- شبوة برس - عبدالله سعيد القروة
ماذا يجري في الرياض؟
وهل هو توطئة وترتيب للتسوية السياسية التي يقال انها في الطريق؟
أم أنها مشاورات البدء في تلك التسوية الفعليه؟
لكن السؤال الأهم / ماهي التسوية السياسية؟ ما شكلها؟ وما هي بنودها؟
- اعتقد ان ما يجري في الرياض هو استكمال لما جرى سابقاً في اتفاقات الرياض وبنودها الغير معلنة وهذا رأيي الشخصي .
- أو أن زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة فرضت معادلة جديدة، و "طلبت" من دول المنطقة حلحلة ما تعتبره امريكا (مشاكل جانبية) مثل حرب اليمن ! وضرورة البدء في انهائها بأي وسيلة لأن الولايات المتحدة مهتمة بالملف الأهم وهو ملف _إسرائيل وغزة وسوريا والتطبيع، ولابد من تطبيع الأوضاع وانهاء الصراع في اليمن قبل البدء في تنفيذ مخطط (سيادة إسرائيل المطلقة على المنطقة).
- الحقيقة ان كل الأطراف المعنية ترغب في التسوية وإنهاء الصراع في اليمن.. التحالف يسعى جاهدا للخروج من اليمن وهذا لا يخفى على احد كل دولة مشغولة بنفسها في عالم اليوم.. والحوثيين استشعروا ان الدخول في مفاوضات تسوية داخلية افضل من المواجهة والحرب التي يمكن تنقلب موازينها لصالح خصومهم... اما (الشرعية) واطرافها فهم الخاسرين الوحيدين في اي تسوية لأسباب واضحة :
_ السبب الأول ان الدخول في التسوية في ظل ضعفهم وقوة الحوثي ليس في صالحهم.
_ السبب الثاني ان مجرد دخولهم في التسوية سيفقدهم امتيازات يحضون بها ما بقوا خارج التسوية.
_ السبب الثالث ان لا ضمان يحميهم من غدر الحوثي من الانقلاب عليهم، ان قبل اصلا الدخول معهم في شراكة وتقاسم الحكم.
للإجابة على السؤال السابق :ماشكل التسوية السياسية وماهي بنود الإتفاق ان حدثت؟
_ التسوية السياسية تعني التوصل إلى حلول وسطية أو اتفاقيات سلمية بين اطراف النزاع ، بغرض انهاء الصراع أو تقريب الاختلافات السياسية. وقد تتضمن هذه التسوية التنازلات السياسية ، و إعادة هيكلة المؤسسات الدولة السياسية، أو إدخال إصلاحات دستورية، بهدف تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن .
سيكون اهم بند فيها (الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه!) وهو ما دأبت تردده دول التحالف العربي المبعوث الأممي.
.... هذا البند يتعارض مع ما يسعى لأجله المجلس الإنتقالي الجنوبي وهو إستعادة الدولة الجنوبية على حدودها السابقة.
قرأنا في مواقع التواصل الإجتماعي أن التحالف يمارس ضغوط على قيادة المجلس الإنتقالي من اجل قبول دمج القوات التابعة له ضمن القوات التابعة لما يسمى (شرعية) وان على تلك القوات تسليم مواقعها في محافظة شبوة لقوات (درع الوطن) التي تدفقت عبر منفذ الوديعة قادمة من السعودية بعد ان اكملت تدريبها هناك.
إذا كان ما قرأناه صحيح فإن التسوية السياسية المنتظرة ستكون كالتالي :
- إعادة ترتيب القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع (الشرعية) ودعوة الحوثيين إلى طاولة مفاوضات من اجل الشراكة في الحكم.
- حل جميع القوات التابعة للمجلس الإنتقالي (احزمة ودفاع ونخبة) وتقليص سيطرته على الجنوب من أجل ارغامه على قبول ما تمليه تلك التسوية التي لن تتطرق لقضية الجنوب هوية ودولة بل من زاوية حقوقية مثل الشراكة في الوظيفة وتسوية أوضاع المنقطعين والمبعدين الجنوبيين بدون رواتب للقضاء على قضية الجنوب .
- انهاء كل المسميات الموجود تحت إسم (حكومة إنقاذ) أو (حكومة انتقالية) يشارك فيها الجميع حوثيين وشرعية وانتقالي سيكون القرار فيها بيد الحوثي.
- إعادة الإهتمام بالمرجعيات الثلاث أساس للتسوية وتقسيم اليمن الى اكثر من اقليمين بشروط جديدة ستكون في صالح الطرف الأقوى على الأرض.
هذه وجهة نظر في ما يحصل من مشاورات لايظهر منها إلا ما يريده اصحاب القرار.
نلاحظ في ماسبق ان الحلقة المفقودة في التسوية السياسية (قضية الجنوب) وأن الاطراف الفاعلة تتجاهلها وتقلل منها وتضغط بكل قوة على حاملها (المجلس الإنتقالي) لكي يتنازل عن مطلبه وهدفه الرئيسي "استعادة الدولة الجنوبية".
_ هل يقبل الإنتقالي التنازل والتضحية بقضية الجنوب من اجل إرضاء الحلفاء وقبول تسوية تتجاهل قضية وهوية شعب الجنوب وتضحياته؟
كل شيء وارد في ظل عدم امتلاك المجلس الانتقالي للقرار المصيري الذي يستطيع بواسطته فرض شروطه.
كنا دائما نطالب بعودة قيادات الجنوب إلى الوطن وإصلاح البيت الجنوبي من الداخل وتقوية مداميك التوافق والبناء المؤسسي وخاصة في الجانب العسكري المهم في هذه المرحلة لكن لم يستمع لنا أحد او لم يسمح لهم بالإستماع لرأي الشعب.
الجنوب يعيش مرحلة غليان وتوجس ممزوجة بغضب شديد بسبب المعاناة التي يعانيها الشعب من غلاء فاحش وتجويع وانعدام خدمات واصبح الجميع أمامه متهمين (تحالف وشرعية وانتقالي) لأن الجوع كافر، ومن احرقه الجوع يرى كل من أمامه سبب تجويعه وهذه الحقيقة الكل شركاء في مأساته.
ولله الأمر.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.