*- شبوة برس - عادل العبيدي
تم نشر تفاصيل عن مفاوضات سرية بين السعودية والحوثيين تقرب اليمن من تسوية سياسية تاريخية ، حتى وأن كان تحت ضغط الأمم المتحده ودول الرباعية من أجل أنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق وطني في اليمن ، فأنا استبعد كليا موافقة المجلس الانتقالي الجنوبي على شكل مثل تلك التسويات ، لإن ماجاء في تلك التسوية حسب ماتم نشره في موقع الأمناء يشبه إلى حد كبير اتفاق ماتسمى الوحدة اليمنية في عام 1990م وفي التقاسم على السلطة ، الفرق بينهما فقط هو التغيير في الوجوه وفي اسماء المكونات السياسية سواء الجنوبية أو الشمالية في التسوية السياسية المسرب عنها مؤخرا .
المجلس الانتقالي الجنوبي يدرك جيدا أن الموافقة على شكل مثل تلك التسوية معناه توريط شعب الجنوب مرة في مستنقع اليمننة والوحدة والشراكة كما سبق توريطه من قبل باسم الوحدة اليمنية ، بل أنها ستفضي أيضا إلى إلغاء ثورات الجنوب ، ثورة الجنوب السلمية وأهدافها المنطلقة في 7 /7 / 2007م وثورة الجنوب العسكرية المنطلقة في 2015 م وما تحقق فيهما من سيطرة عسكرية وأمنية على أرض الجنوب بعد تحريرها من ميليشيات الاحتلال اليمني .
أن الموافقة على شكل مثل تلك التسوية التي تم طرحها من قبل سلطنة عمان ستجعل المجلس الانتقالي الجنوبي مجردا مما جاء في أدبياته من أهداف ومبادئ جنوبية والمتمثلة في السير على طريق استعادة دولة الجنوب المستقلة ، كما أنها ستجعل محافظة حضرموت أرض خصبة لسيطرة ميليشيات الاحتلال اليمني مرة آخرى وبصفة مشروعة تحت ذريعة أن المكلا ستكون هي العاصمة لتلك التسوية السياسية لإعادة صياغة الحكم في اليمن ، أن يعيش شعب الجنوب و الانتقالي الجنوبي في السير على مبادئ واهداف ثورات الجنوب السلمية والعسكرية رافضا ضغط الأمم المتحدة ودول الرباعية خيرا له من الموافقة على شكل مثل تلك التسوية السياسية.
عادل العبيدي