‏اليوم الذي إجهض فيه حلم "الجنوب العربي"

2025-05-27 21:53

 

نحن الجنوبيين نعيش اليوم حالة من التشتت، وفقدان الثقة، والارتباك، وسط فوضى سياسية مزمنة، وشعور متنامٍ بالخذلان.

هذه ليست حالة طارئة، بل نتيجة طبيعية لتراكم الكوارث التي عصفت بالجنوب منذ ما بعد الاستقلال.

فمنذ اللحظة التي تم فيها إجهاض حلم "الجنوب العربي" واستبداله بمشروع اليمننة، وتَسلُّم السلطة من قِبل مجموعة غير مؤهلة، وإشراك عناصر من خارج الجنوب في أول حكومة، بدأت ملامح الانحدار.

ثم جاءت السياسات الكارثية التي طردت رؤوس الأموال والكوادر الجنوبية، وأحلت محلها أصوات غوغائية رفعت شعارات الثورة فوق حسابات الدولة والوطن ومزقت الهوية الوطنية بمسميات ليس للجنوب علاقة بها.

توالت بعدها التصفيات السياسية، والصراعات الدموية، حتى وقعت الكارثة الكبرى في يناير 1986، ثم جاءت الضربة الأشد إيلامًا: وحدة 1990، وحرب 1994م التي كانت صفعة فوق صفعة، أنهكت ما تبقّى من حلم الدولة والكرامة.

وبعد أن تحررت عدن 2015م ظنّ الجميع أن الفرصة قد عادت، لكنها ضاعت مجددًا، ومعها زاد الشعور بالخذلان.

كل هذا الإرث من الألم والتجارب القاسية لم يمر مرور الكرام، بل انطبع في وجدان كل جنوبي، وامتدت آثاره إلى الأجيال الجديدة.

وما نراه اليوم من صراعات وخلافات حادة في الفضاء الإلكتروني، سواء على فيسبوك أو منصة "إكس"، ما هو إلا مرآة تعكس تلك التراكمات والجروح العميقة التي لم تُعالج بعد.

‎#ياسر_اليافعي