المجلس الانتقالي الجنوبي هو حصيلة النضال السياسي والعسكري لشعب الجنوب ، بعد كل المعاناة التي أصابت شعب الجنوب في كل المجالات بسبب الشراكة مع القوى اليمنية الأصل أن تؤول المسؤولية الكاملة في إدارة شؤون الحكم في الجنوب للمجلس الانتقالي الجنوبي وتمكينه من السيطرة على جميع الإيرادات السيادية وإعادة تصديرها وبقية الإيرادات والثروات ، ويكون ذلك بدعم من دول الرباعية للشرعية الجنوبية .
مازال رشاد العليمي يمارس صلاحياته كرئيس لمجلس القيادة الرئاسي من قصر المعاشيق في ظل استمرار مقاطعة أعضاء لهم ثقل في مجلس القيادة الرئاسي ، هذا قد يمنح رشاد العليمي. فرصة الانفراد بأصدار قرارات رئاسية تضاعف من الإنهيارات المعيشية والخدمية الحالية التي يعاني منها شعب الجنوب إلى حد لايستطاع السيطرة عليها لمعالجتها أبدا ، كون العليمي يدرك أنه في الرمق الآخير من رئاسته ، انتقاما من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقود مطلب ضرورة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي .
تصريحات سالم بن بريك معلنا إشهاره إفلاس الحكومة وأن ليس بيدها شيء تجعل قرارات العليمي الرئاسية الانفرادية تهدف إلى تمكين شخصيات من الدولة اليمنية العميقة في مناصب حساسة وإلى زيادة تعقيد الأوضاع الاقتصادية في مابعد هيكلة مجلس القيادة الرئاسي ، التي كارثتها المتضاعفة لا تضر ولا تصيب غير شعب الجنوب الذي على أرضه فقط تنفذ تلك القرارات التآمرية .
بعد الاتفاق على إزاحة رشاد العليمي من منصب الرئيس وإعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي وفي حال عدم وصول المجلس الانتقالي الجنوبي الإمساك برأس ماتسمى الشرعية في رئاسة الدولة وفي رئاسة الحكومة يجب أن يكون موقعه في الشراكة القادمة واضحا في أهدافه ومبادئه وثوابته ومتطلباته فيما يخدم تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة وفي إصلاح الأوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية بشكل عام ، مقيدة بشروط واتفاقيات برعاية إقليمية ودولية ، المؤمن لايلدغ من جحر مرتين ، فشركاء المرحلة القادمة لايكونوا من بلد آخر ، بل هم أنفسهم سيكونون ممن تربوا وترعرعوا في أحضان الدولة اليمنية العميقة وممن تقلدوا مناصب فيها .
عادل العبيدي