بانتظار أولى دفعات نفط شبوة.. انقطاع الكهرباء يخنق سكان عدن قبيل عيد الأضحى

2025-06-01 14:00
بانتظار أولى دفعات نفط شبوة.. انقطاع الكهرباء يخنق سكان عدن قبيل عيد الأضحى
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

*- شبوة برس - عدن "الأيام" علاء أحمد بدر:

فيما لا تزال درجات الحرارة المرتفعة ترهق سكان العاصمة عدن، تتفاقم معاناة الأهالي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وسط انقطاعات كهرباء تصل إلى 12 ساعة متواصلة في كل دورة تشغيل، ويأتي ذلك في ظل أزمة وقود خانقة تعصف بمحطة الرئيس الحرارية، التي توقفت تماماً عن العمل نتيجة نفاد المشتقات النفطية.

 

وبينما يستعد الأهالي لاستقبال العيد في ظل ظروف معيشية صعبة، يترقب الشارع العدني ما إذا كانت الحكومة ستفي بوعودها الأخيرة بتغذية المحطة بالنفط الخام المستخرج من حقل العقلة في محافظة شبوة، بعد قرار رئيس الوزراء توجيه 116 ألف برميل من الخام إلى عدن كمخزون مؤقت، يغطي نحو 29 يومًا فقط من التشغيل الجزئي.

 

ووفقاً لمصادر مطلعة، من المقرر أن تبدأ عملية التوريد إلى محطة الرئيس في منطقة البريقة اليوم الأحد 1 يونيو 2025، عبر شحنات يومية من القاطرات بواقع أربعة آلاف برميل يوميًا، على نفقة وزارة المالية. ويُتوقع أن يسهم هذا الإجراء -في حال تطبيقه بانتظام- في تشغيل التوربينين التابعين للمحطة، بقدرة توليدية إجمالية تصل إلى 264 ميجاوات، وهو ما قد يغطي نحو نصف العجز الكهربائي الحاصل.

 

لكن هذه الإجراءات المؤقتة لم تحل دون تصاعد موجة الغضب الشعبي، حيث تساءل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن جدوى تحويل نفط شبوة إلى عدن، في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة المنتجة ذاتها من انقطاع تام للكهرباء، وغياب تام لأي احتياطي وقودي لتشغيل محطاتها.

 

في المقابل، يرى آخرون أن الحكومة تكرر سيناريو "المسكنات المؤقتة"، محذرين من أن الأزمة ستعود مجددًا بعد نفاد الكمية خلال أسابيع، في ظل غياب استراتيجية واضحة لبناء احتياطي استراتيجي مستدام، وافتقار البلاد إلى مصادر تمويل منتظمة لاستيراد الوقود أو إنتاجه داخليًا.

 

وفي تطور مهم آخر قد يؤثر على مستقبل الطاقة في عدن، أعلنت شركة "OMV" النمساوية، العاملة في قطاع العقلة النفطي (S2)، عن انسحابها الكامل من اليمن وإنهاء عقود موظفيها المحليين اعتبارًا من 31 مايو الجاري، بعد توقف صادرات النفط منذ أكتوبر 2022 بسبب تردي الأوضاع الأمنية.

 

وبانسحاب "OMV"، تفقد اليمن واحدة من أبرز شركات الطاقة الأجنبية، والتي كانت قد أعادت إنتاج النفط من حقل العقلة في أبريل 2018 بعد توقف دام أربع سنوات. وبلغ إنتاج الشركة نحو 10 آلاف برميل يوميًا خلال العام الماضي، انخفاضًا من 15 ألف برميل.

 

وفي ظل هذا الانسحاب، وجّه رئيس الحكومة سالم بن بريك وزارة النفط والمعادن بسرعة تشكيل مجلس إدارة حكومي جديد لإدارة قطاع العقلة، يضم ممثلين عن الجهات المعنية ومحافظة شبوة، مع تكليف المجلس بإعادة تشغيل القطاع خلال يونيو الجاري، وتحويل إنتاجه لصالح كهرباء عدن.

 

ويأتي هذا التحرك ضمن خطة إنقاذ عاجلة لتدارك الانهيار المتسارع في خدمات الكهرباء، إلا أن تحديات تنفيذ القرار على الأرض تبقى قائمة، في ظل احتمالات تعرقل الشحنات بسبب الوضع الأمني الهش في شبوة، وتضارب المصالح بين المحافظات، حيث بدأت تلوح مخاوف من حصول تقطعات مسلحة على خطوط النقل البري بين شبوة وأبين.

 

وتؤكد بيانات رسمية أن إنتاج اليمن من النفط انخفض بشكل حاد خلال العقدين الماضيين من 450 ألف برميل يوميًا في 2007 إلى نحو 60 ألف فقط في الوقت الراهن، رغم امتلاك البلاد احتياطات واعدة غير مستغلة، موزعة على 13 حوضًا رسوبيًا، و83 اتفاقية إنتاج مشترك، وأكثر من 1800 بئر محفورة.

 

ومع غياب رؤية حكومية واضحة لاستثمار هذه الموارد، تبقى العاصمة عدن وغيرها من المحافظات رهينة حلول مؤقتة وأزمات دورية، فيما يدفع المواطن ثمن الانهيار الممنهج في البنية التحتية لقطاع الطاقة.