*- شبوة برس - العين الإخبارية
خيمت المواجهات العسكرية بين قوات موالية لجماعة الإخوان في مأرب اليمنية وقبائل بالمحافظة النفطية على أول أيام العيد في البلاد.
وعجزت عائلات، بينهم أسر نازحة تستوطن بلدة "الظمين" و"الراكة" وحتى "بئر المصلحة" في وادي عبيدة بمأرب، عن الخروج صباحًا لأداء صلاة العيد، خشية تجدد الاشتباكات بين القبائل وقوات عسكرية موالية للإخوان على امتداد الطريق الدولي.
وأسفرت المواجهات المستمرة لليوم الثالث على التوالي عن تضرر أبراج نقل الطاقة الكهربائية التي تزود مدينة مأرب، مما أدى إلى انقطاعات متكررة في أول أيام العيد، فيما لا يزال الخط الحيوي الرابط بين مأرب وحضرموت في حالة شلل تام.
وقالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية" إن الاشتباكات بين قبائل عبيدة والقوات العسكرية الموالية للإخوان شهدت هدوءًا حذرًا مساء أول أيام العيد، وسط جهود قبلية لقيادة وساطة لاحتواء تجدد المواجهات الدامية.
وكانت المواجهات قد أسفرت، منذ اندلاعها يوم الأربعاء الماضي، عن سقوط أكثر من 40 جريحًا في صفوف القبائل و10 آخرين في صفوف القوات العسكرية الموالية للإخوان، والتي استخدمت المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة في الاشتباكات، طبقًا للمصادر.
أسباب المواجهات
وانفجرت الاشتباكات إثر احتجاز القوات العسكرية الموالية للإخوان شاحنات ثقيلة للقبائل، كانت تقوم بنقل أحجار الرخام من جبل الحجيلي ببلدة "الثنية" في صافر بمديرية الوادي.
وبررت القوات العسكرية الموالية للإخوان احتجاز شاحنات نقل الأحجار التابعة للقبائل بسبب النزاع القبلي ووقف التنقيب عن الحديد الصلب في هذا الجبل.
ووفقًا لمصادر قبلية، رد رجال القبائل من قبيلتي "آل جلال" و"آل معيلي" بمنع دخول المشتقات النفطية والغاز إلى مدينة مأرب، للضغط على القوات الموالية للإخوان لإطلاق سراح شاحنات نقل أحجار الرخام، مما فجّر المواجهات بين الطرفين.
وأكدت المصادر أن وساطة قبلية، يقودها مشايخ من قبيلة جهم وعدد من القبائل الأخرى، تعمل على احتواء المواجهات وحقن الدماء.
اتهامات متبادلة
وتبادلت اللجنة الأمنية الموالية للإخوان في مأرب، والقبائل من "آل جلال" و"آل معيلي"، الاتهامات بخدمة كل طرف مليشيات الحوثي بسبب تفجير الاشتباكات الدامية.
ووصفت اللجنة الأمنية الموالية للإخوان مسلحي رجال القبائل بأنهم "عناصر خارجة عن القانون" تمارس الحرابة، فيما تقول القبائل إن الاشتباكات هدفها استنزاف قبائل مأرب، المعروفة بأنها آخر حائط صد في مواجهة الحوثيين في المحافظة النفطية.
وتأتي هذه المواجهات وسط مخاوف شعبية من دخول مليشيات الحوثي كطرف ثالث وخفي لاستنزاف الطرفين وإشعال "الفتنة"، مما يستدعي من المجلس الرئاسي والتحالف التدخل لوقف المواجهات وحقن الدماء، وفقًا لمراقبين.