الجنوب العربي.. بوابة الاستقرار في وجه الفوضى الإقليمية

2025-06-06 20:42

 

في خضم جُملة التحديات الكثيرة والتي تفرض نفسها على الساحة في الوقت الحالي، يبرز استقرار الجنوب العربي كأحد الركائز الأساسية لضمان الأمن والاستقرار في منطقة الجزيرة العربية والقرن الإفريقي.

 

الجنوب لا يشكّل مجرد رقعة جغرافية محصورة، بل يمثل بوابة استراتيجية تطل على أحد أهم المضايق البحرية في العالم، وهو باب المندب، مما يمنحه بعدا جيوسياسيا بالغ الأهمية.

 

الجنوب العربي، بتاريخه السياسي ونضاله الطويل ضد الاستعمار ثم ضد محاولات الإقصاء، يعيش اليوم واقعًا حساسًا تحاول فيه قوى الاحتلال إثارة الفوضى وزعزعة الأمن من خلال تكوين جماعات مأجورة أو دعم حركات تعمل على بثّ الانقسام والتشكيك في إرادة الشعب الجنوبي.

 

هذه التحديات ليست عشوائية، بل تُدار بشكل ممنهج لخدمة أجندات خارجية ترى في استقرار الجنوب تهديدا لمصالحها.

 

أهمية الاستقرار في الجنوب تعود إلى حماية خطوط الملاحة الدولية، فالجنوب العربي يتحكم بمنافذ بحرية استراتيجية على البحر العربي وخليج عدن، وأي اضطراب فيه يؤثر مباشرة على حركة التجارة العالمية، خصوصا النفط.

 

كما تبرز أهمية استقرار الجنوب في الحفاظ على التوازن الأمني في الإقليم، باعتبار أن استمرار التوتر في الجنوب يفتح الباب أمام التنظيمات الإرهابية والمليشيات المتطرفة التي تجد في الفوضى بيئة خصبة للنمو والتمدد.

 

استقرار الجنوب يمثل كذلك استجابة للتطلعات الشعبية، باعتبار أن شعب الجنوب يطالب منذ عقود بحقوقه المشروعة في الاستقلال وإدارة شؤونه بعيدًا عن وصاية الاحتلال أو قوى الهيمنة، علمًا بأن تحقيق هذا الهدف هو حجر الأساس لبناء دولة مستقرة عادلة.

 

في خضم كل ذلك أيضًا، تبرز أهمية استقرار الجنوب في التحالفات الإقليمية، فالجنوب العربي شريك مهم في جهود مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن البحري، مما يجعله لاعبا إقليميا لا يمكن تجاهله.

 

تحقيق كل هذه الأهداف يتطلب مواجهة التحديات التي تواجه الجنوب، وفي مقدمتها إجهاض حملات التضليل الإعلامي والسياسي التي تهدف إلى شيطنة القضية الجنوبية وتصويرها كحركة انفصالية خارجة عن القانون، وإفشال محاولات الاختراق الأمني عبر مليشيات مدعومة من قوى إقليمية ودولية، تسعى لضرب مؤسسات الدولة وبث الفوضى.

 

 

 

 

*- شبوة برس - المشهد العربي