في هذه الأيام، يُلاحظ تسابقٌ في افتتاح دكاكين سياسية جنوبية جديدة، يديرها بعض الأشخاص كمتاجر خاصة لتحقيق مكاسب شخصية أو فئوية. وقد ضمّت في صفوفها أفرادًا ذوي طابع انفعالي وعاطفي، قد يتحلون بالصدق والنزاهة، إلا أنهم يشكّلون أرضًا خصبة يسهل اختراقها والتأثير عليها، مما يجعلها أداةً سهلة لترويضهم لخدمة تلك الدكاكين في بثّ الإشاعات الزائفة والرنانة وتسويقها بين المواطنين، بهدف تفكيك أواصر التلاحم الجنوبي.
تستغل هذه الكيانات الأزمة السياسية بين الأطراف المتناحرة في الساحتين الجنوبية والشمالية، وتسعى إلى نشر الإشاعات المغرضة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يخوض معركة ثورية شرسة ضد أطراف الاحتلال اليمني من جهة، وضد الأطراف المحلية والدولية من جهة أخرى، في سبيل استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة وفق حدود عام 1990م.
إن الهدف الأساسي لهذه الدكاكين الحديثة هو خلق صراع جنوبي-جنوبي يؤدي إلى تراجع الثقة بين المواطنين وقيادتهم السياسية، مما يجعل القضية الجنوبية أكثر هشاشة.
المتابع السطحي لنشاط هذه الدكاكين على شبكات التواصل الاجتماعي يلاحظ مدى الحملة الإعلامية المحمومة التي تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته وأجهزته الأمنية والعسكرية. وقد يدفع هذا المتابع غير المدرك لحقيقة الأمور إلى العودة إلى أحضان الوحدة اليمنية، التي سحقت كرامة أبناء الجنوب ولا تزال تفعل ذلك، منتظرةً عودتهم لتقضي على كل تطلعاتهم، حتى لا تقوم قائمة لدولة تحمل اسم ( الجنوب ).
في الواقع، هذه الدكاكين ليست سوى مكونات هلامية، لا تمتلك هيكلًا سياسيًا واضحًا أو عملًا مؤسسيًا منظمًا، ولا تحمل أي أيديولوجية سياسية تهدف لخدمة الوطن والمواطن.
عادةً ما تظهر مثل هذه المكونات في فترات الأزمات والتحولات السياسية، دون أن تمتلك رؤية موحدة مع المجتمع أو أهدافًا واضحة.
ولهذا، فإن السير خلف هذه الدكاكين لا يعدو كونه سيرًا خلف السراب.
*- ناجي الجحافي