انعكاسات الحرب بين اسرائيل وإيران على الجنوب.. فرصة جديدة للانتقالي؟

2025-06-15 17:09
انعكاسات الحرب بين اسرائيل وإيران على الجنوب.. فرصة جديدة للانتقالي؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – عادل المدور

مع تصاعد التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل، تتغير خريطة الأولويات الإقليمية في الشرق الأوسط بشكل دراماتيكي. هذه التحولات الكبرى لا تحدث في فراغ، بل تفتح نوافذ وفرص لقضايا أخرى تسعى لإعادة التموضع، وأبرزها قضية شعب الجنوب واستعادة دولة الجنوب العربي.

 

أولًا: انشغال إيران.. يضعف ذراعها في اليمن

إيران، التي تعتمد على أدواتها الإقليمية في تنفيذ استراتيجياتها غير المباشرة، ستجد نفسها مضطرة لإعادة توزيع تركيزها العسكري والسياسي. الحوثيون، الذين يمثلون ذراعًا إيرانيًا في شمال اليمن، يعتمدون إلى حد كبير على الدعم اللوجستي والسياسي من طهران.

أي استنزاف لقدرات إيران في مواجهتها مع إسرائيل سيقلّص بشكل واضح قدرة الحوثيين على خوض صراعات مزدوجة في الشمال والجنوب، ما قد يخلق فراغًا استراتيجيًا يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يستثمره في تعزيز السيطرة والتحرك سياسيًا نحو مسار استعادة الدولة.

 

ثانيًا: باب المندب.. يتحول من خاصرة رخوة إلى ورقة تفاوض

 

في أي حرب واسعة بين إيران وإسرائيل، سيكون للأمن البحري أهمية مضاعفة، خصوصًا في الممرات الحيوية مثل باب المندب. هذه الرقعة، التي يسيطر عليها الجنوبيون فعليًا وقوات المجلس الانتقالي ستتحول إلى نقطة ارتكاز في حسابات القوى الدولية، خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين تعززان وجودهما البحري لمواجهة التهديد الإيراني المحتمل.

 

بمعنى أوضح:

الجنوب لم يعد طرفًا محليًا فقط، بل أصبح لاعبًا بحريًا استراتيجيًا، خصوصًا في ظل تلاشي دور الشرعية وضعف مركز القرار شمالًا.

 

ثالثًا: تصدع المحور المعادي.. وتغيّر التوازنات

 

دخول إسرائيل في حرب شاملة مع إيران، سيغير أولويات دول الخليج كذلك. كثير من هذه الدول ستبحث عن تحالفات “وظيفية” تساعد في تأمين أمنها البحري والتجاري. الجنوب العربي، المستقر نسبيًا، يمثل حليفًا محتملًا وموضع ثقة في وجه تهديدات الحوثيين وتهريب السلاح الإيراني.

 

هذا التحول يخلق مساحة تفاوض جديدة وفرصة جديدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ليس فقط مع التحالف العربي، بل مع أطراف دولية فاعلة تسعى لضمان الاستقرار البحري دون الغرق في مستنقع الشمال اليمني المعقّد.

 

قد تبدو الحرب بين إيران وإسرائيل حدثًا بعيدًا عن عدن أو المكلا، لكنها في الحقيقة تفتح نافذة استراتيجية نادرة. فكلما انشغلت إيران بمعركة وجودية، وكلما تغيرت خارطة التحالفات، اقترب الجنوب من لحظة الحسم السياسي - ليس فقط كقضية هوية واستعادة وطن للجنوبيين - بل كضرورة إقليمية للأمن والاستقرار.

 

عادل المدوري