*- شبوة برس – علي محمد السليماني
رغم أنهم هم الانفصاليين لكن التهمة موجهة للجنوبيين الذي يريدوا استكمال فك الارتباط واستعادة دولتهم بعد أن سبقهم الشمال باستعادة نظام دولته ظهر 27ابريل1994 بشن الحرب العدوانية الظالمة على الجنوب وإصدار فتاوي تكفيرية ظالمة غدرت بالجنوب وبشعبه وقائده علي سالم البيض الذي نهض باعلان المشروع العربي الوحدوي محسنا الظن بنوايا العقيد علي عبدالله صالح الذي اتفق معه على إعلان وحدة الدولتين في 22مايو،1990.. وإراده أن يكون مشروعا نهضويا عروبيا جذابا للمنطقة برمتها ولكن الطرف الشمالي مع الاسفة اراده مشروعا قزما ينحصر في توريث الحكم والثروة والقوة مع رفض صارم من قبلهم لمفهوم الدولة المدنية الحديثة ومفهوم المواطنة المتساوية التي لها حقوق وعليها واجبات.. والاستمرار في مفهومهم المقيت للمواطنة واختصاره (بالرعوي) المحصور حقوقه في دفع المكوس والجبايات والتجييش وقت الحاجة .. مع الإصرار على رفض الحداثة والديمقراطية والمواطنة المتساوية ودولة المؤسسات ومن هنا رفض الرئيس علي سالم البيض تلك الأنماط من (مسمى دولة) وهي لاتمت فعلا بصلة للدولة وللعصر فطرح مشروعا متكاملا لبناء دولة مدنية حداثية بمؤسسات حكم تستوعب حجم الوحدة ومشروعها العروبي النهضوي على لجنة الوساطة التي تم توسيعها وتحولت لاحقا إلى لجنة الحوار الوطني وأخذت بها مع بعض التعديلات والاضافات واسمتها وثيقة العهد والاتفاق وتم توقيعها في الاردن في 21فبراير1994 كوثيقة إجماع وطني فانقلب عليها نظام الشمال في 27ابريل1994 بشن الحرب على الجنوب. وعلى وثيقة بناء دولة الوحدة واستعاد نظامه ج.ع.ي منسحبا ومنفصلا من اتفاقيات الوحدة ومن دستورهاووثيقة الإجماع الوطني وملغيا لكافة الاتفاقيات حول الوحدة ومنقلبا على دستورها .. وبعد انتظار شهر من الحرب الشاملة التي يشنها نظام صنعاء أعلن الرئيس علي سالم البيض قرار فك الارتباط من جانبه في 21مايو1994.. لقد فشلت الوحدة على أيدي من اعلنوها ووقعوها وأمين احتلال بغيض ظل محل رفض من قبل شعب الجنوب منذ 7/7/94وآية محاولات للبقاء في دائرة الحروب والصراعات والأزمات ليس له علاقة بالوحدة وانما للاحتفاظ بغنائم أمراء الحرب التي تغنموها في الجنوب.. وخدمة قوى دولية وإقليمية تضمر الشر للشعبين في اليمن والجنوب والمنطقة .. وذلك مايجب أن يدركه الشعبين في اليمن وفي الجنوب و تدركه دول التحالف العربي.. ويجب الخروج من دائرة الفشل والصراعات والأزمات والحروب التي لازمت مشروع اعلان الوحدة منذ ولادتها إلى رحاب العودة لدولتين راشدتين ماقبل عام1990 بجوار حسن في نظاق المجموعتين العربية والدولية ولعغير هذا الحل ممكنا حاليا.
الباحث/علي محمد السليماني