لا يمكنك في مثل حالنا أن تخاطب جهة مسؤولة وتشير إلى معاناة عقد من الزمن لم تقدم خلاله أي حلول تجاه الأوضاع التي تمضي من سيء إلى أسوأ ليس هناك إفادات في ردود الأطراف التي كل منها يشير للآخر مجلس رئاسي بأطراف متنوعة، حكومات متعاقبو وحقائب مناصفة والنتائج لا شيء بالمطلق فلا تبدل في ملف الخدمات ولا على صعيد العملة التي عبرها يجري المضي إلى مجاعات غير مسبوقة.
بمعنى لسنا تحت ظل رئاسة وحكومة يمكنهما فعل شيء في حين يمسك التحالف بهرم الأمور ولكن بطريقة لا تنم عن المسؤولية تجاه شعبنا أو حتى البحث عن سبل معالجات تستوعب الواقع فهل يقتضي الأمر أن يفنى الجنوبيون أمام قدسية الوحدة التي أتت على كل شيء في حياتنا.
تدهور حال الجنوب عارم وشامل لم يؤدِ للمجاعات فحسب وفقدان الخدمات الأساسية وانهيار العملة لقد تعدى ذلك إلى انهيار نفسي لدى السكان جراء ما يعانون على مختلف المستويات شباب خارج نطاق الحياة جراء غياب فرص العمل وعدم قدرتهم على تدبير قوت يومهم وهؤلاء عرضة لكل شيء بل خزان بشري يمكن استخدامه لمن أراد وفي أي اتجاهات تضر بأمن المنطقة بصورة عامة.
وكلما مرت السنون زادت حدة المشكلة ناهيك عن حال التراجع المخيف في التعليم ووجود أعداد هائلة خارج نطاق المدرسة.
أزمتنا لاشك أنها لا يمكن أن تشخص بما بلغناه من عوز بل بهدم كلما كانت لدينا من إيجابيات سواء على صعيد التعليم أو الصحة وما إلى ذلك من معالجات كانت توفر الحد الأدنى للحياة كثبات أسعار الخبز منعًا لوصول الحال إلى المجاعة كل ذلك لم يعد ممكنًا حتى الحديث عنه بمعنى أن على الناس تقبل حالتهم هذه مهما كانت معاناتهم غابت الأنظمة وتغول الفاسدون كما يجري نهب وتدمير كل المقومات التي كان ينبغي لها أن تمهد لأنشطة اقتصادية استثمارية.
آثارنا وتاريخنا في مهب الريح فلا أحد معني بحماية كل ما يتصل بتاريخ وتراث مجتمعنا بل شكلت سنوات العقد الماضي وطأه حقيقية عمقت آثار ما جرى باسم الوحدة.
بل وجدت عناصر الفساد أخصب زمن لممارسة كل ما يمكن تخيله ولم يشهد الحال قط محاسبة أي من هؤلاء بما في ذلك عناصر الإرهاب والتهريب.
إنها سنوات عجاف أتت على كل شيء وسط صمت تام من جهات التحالف التي بدت غير مكترثة تماما لما يجري
لقد وضع الجنوب في ردهة ألا دولة تمامًا ولا أدري أي مجتمع بشري بمقدوره تجاوز معضلاته دون أجهزة وإمكانيات دولة نحن استثناء لاشك لهذا وضعنا تحت طائلة الأهوال منذ عقد من الزمان، والمثير ألا مؤشرات باتجاه حللت تلك الأوضاع بمعنى أن القادم أصعب فهل من أجل ذلك كان مجيئ التحالف فما الذي تبدل إذن؟
إن المسؤولية الأخلاقية تقتضي إنصاف شعبنا من معاناته والأخذ بطاقات شبابنا وقدرات أبناء مجتمعنا خصوصًا على الصعيد الاقتصادي والاستثمار وكل شيء مرهون بحالة استقرار سياسي غياب عامل كهذا دون ريب كارثي إذا ما أخذنا بتأثير سنوات مضت على غياب الدولة والمسؤولية تجاه شعب بأسره.
فهل يتم الانتظار حتى نبلغ أسوأ مما نحن عليه؟
أسئلة كثيرة مبعثها واقع الجنوب تحت القهر والإذلال والتردي العارم في مجمل جوانب الحياة.
فهل تقتضي مصلحة الإقليم تحويل كل شيء إلى ركام واستمرار تشظي المجتمع أكثر مما نحن فيه؟