الوحدة التي يتحدث عنها أحمد علي... دُفنت منذ زمن

2025-07-18 18:49

 

قرأنا تصريحاً نُشر في صحيفة عدن الغد لأحمد علي عبدالله صالح قال فيه:

((إن وحدة اليمن كانت من أعظم إنجازات والده وإنهم سيحافظون عليها ويصونوها مهما كانت التحديات)).

 

لكن هذا الحديث لا يتوافق مع الواقع الموجود على الأرض اليوم. فالوحدة التي يقصدها انتهت فعليًا عام 1994 عندما اجتاحت قوات الشمال الجنوب وفرضت الوحدة بالقوة، لا بإرادة الشعبين.

 

ثم جاء الحوثي وأسقط صنعاء فدفن بذلك ما تبقى من مشروع هذه الوحدة إلى الأبد.

 

أبناء الجنوب اليوم لا يريدون العودة إلى وحدة لم تجلب لهم غير الظلم والنهب والتهميش. لقد قالوا كلمتهم ويريدون مستقبلًا جديدًا بعيدًا عن الفرض والإكراه.

 

كان الأجدر بأحمد علي بدلًا من تمجيد ما يسميه إنجازات والده أن يطالب بتحرير صنعاء من يد الحوثي وأن يسعى قبل كل شيء إلى دفن جثمان والده الذي لا يزال في ثلاجة الموتى بدلًا من العودة للحديث عن وحدة أصبحت من الماضي.

 

وكان الأولى به أيضًا أن يلتفت إلى ما تبقى من حزب المؤتمر الشعبي العام ويحاول ترميمه بعدما فقد دوره، بدلًا من الاكتفاء بترديد شعارات لافائدة منها ولم يعد لها أي تأثير.

 

تصريحه يؤكد أنه ما زال يعيش في أوهام الماضي، في وقت تغيّر فيه كل شيء على الأرض وتبدلت فيه موازين السياسة وملامح الواقع السياسي بالكامل.

 

ما يثير الأسف أن كل النخب في الشمال لم يعد يهمها الحوثي بقدر ما يهمها الجنوب وما فيه من ثروات، ويكشف مرور الأيام أن نوايا التحرير لم تكن سوى أكذوبة لتحقيق مصالح شخصية لا أكثر.

 

2025/7/18