منذ 1994، لم يكفّ خصومنا اليمنيون والمتيمننون أي أولئك الذين يسعون إلى يمننة الجنوب العربي وفرض الهوية اليمنية عليه بالقوة، عن رشقنا بالنعوت: انفصاليون، تشطيريون، صوماليون، هنود، أتباع، مرتزقة؛ وآخرها متمردون. أرادوها إهانة، فحوّلناها إلى أوسمة.
فالانفصال موقف حرّ يرفض الخنوع، والتشطير توازن لا يقلّ جمالاً وأهمية عن اكتمال البيت الشعري. أما أن نكون صوماليين أو هنوداً، فشرف يفضح عنصرية مطلقيه. وأما الأتباع والمرتزقة، فلو كنّا كذلك لاصطففنا معهم لا ضدهم.
لكن المتمردين هي تاج الألقاب؛ فالتمرد دينامو التاريخ وذروة الحرية، والخنوع سمة العبيد للأسياد. ولهذا سنبقى متمردين، لا في السياسة وحدها، بل في الفكر والمجتمع والثقافة، حتى نسقط وعيهم الخانع.