مأساة الحصار.. من لينينجراد وعدن إلى غزة تاريخ يعيد نفسه في صمت الإنسانية

2025-08-14 21:14
مأساة الحصار.. من لينينجراد وعدن إلى غزة تاريخ يعيد نفسه في صمت الإنسانية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - د. مروان هائل عبدالمولى

مأساة مدينة لينينجراد استمرت 872 يومًا من حصار القوات الألمانية النازية لها، حينها ثلاثة ملايين نسمة ولمدة عامين ونصف واجهوا الموت بشكل بطيء ووحشي، الجيش الألماني النازي كانت لديه أوامر محددة تقول إذا حاول المدنيون الجياع مغادرة المدينة والاستسلام فيجب إعادتهم إلى المدينة بنيران المدافع الرشاشة وقذائف الهاون.

 

نذر الجوع بدأت مبكرا ومهد النازيون لها باستهداف وتدمير مستودعات المواد الغذائية ، كانت الناس تموت ليس فقط من القنابل والقذائف، ولكن أيضا من الجوع الرهيب ، مات و دفن ما يقارب 800 ألف من الجوعى الموتى في مقبرة واحدة، وبحلول نهاية حصار المدينة لم يبقى فيها سوى حوالي 900 ألف من أصل ثلاثة ملايين.

حصار عدن

في مايو 1994، بدأت قوات صالح بشن هجوم عنيف على عدن عبر قصف مكثف على المدينة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والطيران جميعها ساهمت في تفاقم الأزمة الإنسانية وبسبب القصف اختفت العديد من المباني والبنى التحتية وعانى المواطنون والأحياء السكنية من القصف العشوائي، الذي أسفر عن آلاف الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح ومفقود.

 

تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير خلال حصار عدن وقصفها وعانت المدينة من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه، بالإضافة إلى انتشار الأمراض بسبب تدمير المنشآت الصحية و النزوح الجماعي للمدنيين.

 

انتهت الحرب والحصار في يوليو 1994 لتبدأ حرب أخرى وحصار آخر لعدن في 2015 انتهى أيضًا في يوليو 2015 بعد إخراج الحوثيين وقوات صالح من المدينة، لكن الحربين والحصارين تركت آثارًا نفسية واجتماعية عميقة في المجتمع الجنوبي ، ،حيث تظل أحداث حصار عدن وقصفها علامة فارقة في تاريخ الجنوب تعكس تعقيدات الهوية الوطنية وتحديات بقاء الوحدة.

إسرائيل تحاصر غزة

إسرائيل مستمرة في حصار غزة والإبادة الجماعية وتقتل الفلسطينيين في الشوارع والمستشفيات والمصطفين للحصول على الغذاء ولاتزال المجاعة الجماعية والموت في غزة مستمر والنظام الطبي منهار حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية الوضع في المرافق الطبية المتبقية كارثيًا، لكن السؤال الأهم هو كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يشاهد بصمت سكان غزة يموتون جوعًا بينما تُترك الإمدادات الحيوية معطلة و واقفة على الحدود.

 

تشترك حصارات لينينغراد، عدن، وغزة في المعاناة الإنسانية ونقص الموارد (جوع مرض وموت)، استهداف للبنى التحتية، استخدام مفرط للقوة العسكرية ضد المدنيين تدمير المنشآت الحيوية مثل المستشفيات، والمدارس، ومخازن الغذاء وهي استراتيجيات متعمدة لمنع المدنيين من المغادرة أما الموت أو الاستسلام.

 

مقاضاة جرائم الحرب مسألة معقدةً وشاقة، إذ تستغرق القضايا ما يصل أحيانًا إلى 14 عامًا للوصول إلى المحاكم الدولية، كما كان الحال مع أحكام الإبادة الجماعية في البوسنة في سريبرينيتشا.