نعرف "عيدروس الزُبيدي" عن قرب منذ سنوات طويلة؛ رجلٌ لم يكن يومًا أسير الجغرافيا أو أسير الانتماء الضيق. علاقاته ممتدة ووطيدة مع شخصيات من مختلف المحافظات، منذ اللحظة التي بدأ فيها تأسيس "المقاومة الجنوبية" في الضالع، حيث كان المنتسبون إليها من كل مناطق الجنوب بلا استثناء.
الهجمات التي يشنها البعض على رجل نكن له كل الحب والتقدير والاحترام، لا تعكس حقيقته ولا قيمته الوطنية. لقد حذرنا مرارًا من خطابات المناطقية والعنصرية، وقلنا إن هذه اللغة لا تجلب سوى تمزيق النسيج الوطني الجنوبي.
اليوم، بدلاً من افتعال الشبهات حول "مائة طالب وطالبة" حصلوا على منح دراسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يجب أن يُفهم أن للمجلس الانتقالي الجنوبي هيئات متخصصة تنظم هذه الأمور، ومنها "هيئة التدريب والتأهيل" برئاسة د.منى عوض باشراحيل، وهي شخصية محترمة وكفؤة، وكانت حاضرة في وداع الطلاب المتوجهين إلى أبوظبي.
نشر أسماء الطلاب المستفيدين قد يكون خطوة مطلوبة لإغلاق الباب أمام من يحاول الاصطياد في الماء العكر، لكن حتى ذلك لا يبرر حملات التشويه ضد رمزية القائد "عيدروس الزُبيدي".
المجلس الانتقالي وهيئاته المختصة مسؤولون عن توضيح آلية الاختيار للرأي العام، أما الصمت وترك الشائعات تنهش، فهو أمر لا يمكن القبول به.
أعيد وأكرر: "رئيسنا" لم يكن يومًا مناطقيًا، وإن وُجدت بعض الأصوات المناطقية في المجلس الانتقالي الجنوبي، فهي محدودة، لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. والسؤال الذي يجب أن نطرحه جميعًا: أي وطن نريد إن كنا نغذي خطاب الكراهية والمناطقية؟ فكروا في وسائل تحارب هذه الآفة، لا في ممارسات تعيد إنتاجها وتغذيتها.
#صالح_أبوعوذل