*- شبوة برس - حافظ الشجيفي
تتداول منصات التواصل الاجتماعي علي نطاق واسع مؤخرًا أخبارًا تؤكد أن القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، سوف يقوم بزيارة مرتقبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تلبية لدعوة رسمية لم يتم الكشف عن تفاصيلها وعن الجهة الرسمية التي وجهتها له. لكن من توقيت الدعوة والزيارة، يبدو أن الهدف منها هو المشاركة في الدورة السنوية الـ 80 للأمم المتحدة التي تنعقد في أواخر شهر سبتمبر من كل عام، والتي شارك فيها القائد عيدروس في العام الماضي مع وفد اليمن برئاسة رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
لكننا لا نعلم بأي صفة وجهت الأمم المتحدة الدعوة للقائد عيدروس الزبيدي للمشاركة في هذه الدورة: هل بصفته رئيسًا للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل الشعب الجنوبي وتطلعاته وأهدافه المتمثلة في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب، أم بصفته عضوًا في مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل الوحدة اليمنية "المنتهية"؟ فالأمم المتحدة تعرف أكثر من أي طرف آخر في العالم أن عيدروس الزبيدي لا يمثل مجلس القيادة الرئاسي أبدًا، بقدر ما تعرف أنه يمثل الشعب الجنوبي في هذا المجلس، وأنه موجود في "السلطة اليمنية" وفقًا لشراكة مرحلية معها لتحقيق أهداف عسكرية معينة لم تتحقق بعد.
لذلك، فإن أي دعوة تقدمها الأمم المتحدة للقائد عيدروس الزبيدي يجب أن تقدمها له بصفته ممثلاً للشعب الجنوبي، فهو لا يمثل المجلس الرئاسي بل يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل بدوره الشعب الجنوبي ويعبر عن تطلعاته. وأي دعوة توجه إليه من الأمم المتحدة بغير هذه الصفة فهي غير مقبولة وغير منطقية البتة، ويحق للقائد عيدروس الزبيدي أن يرفضها؛ لأن الشعب الجنوبي فوض ووكّل عيدروس الزبيدي بتمثيله والتعبير عن إرادته وقضيته هو فقط، وليس بتمثيل "الشرعية الاحتلالية للجنوب". فيما إن عيدروس الزبيدي لم يصبح رئيسًا شرعيًا للمجلس الانتقالي الجنوبي إلا نتيجة تفويض الشعب الجنوبي له، وليس نتيجة تفويض "القوى اليمنية التي تحتل الجنوب".
وانطلاقًا من ذلك، فينبغي على الرئيس عيدروس الزبيدي أن يتحدث في هذه الدورة باسم الجنوب وعن قضية الجنوب وحدها؛ لأنه يمثل الجنوب وشعبه وقضيته، وليس عن أي قضية أخرى. فالقضية الرئيسية التي ينبغي أن تكون محور نقاشات وأحاديث القائد عيدروس الزبيدي في اروقة الامم المتحدة أولاً هي القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في الاستقلال واستعادة دولته ومقعده في الأمم المتحدة. وغير ذلك، فينبغي أن يرفض القائد عيدروس الزبيدي الدعوة؛ لأنها تشرعن "للاحتلال اليمني للجنوب".