أزمة كهرباء حضرموت: كارثة إنسانية تهدد الأرواح
تشهد محافظة حضرموت اليمنية أزمة كهرباء حادة، حيث لا تتجاوز ساعات التشغيل ساعتين يوميًا، تليها انقطاعات تمتد إلى 6 ساعات في صيف هو الأشد حرارة. هذه الأزمة، الناجمة عن قطع الوقود عن محطات التوليد بسبب تجاذبات سياسية، تتحول إلى كارثة إنسانية تهدد حياة المواطنين.
القطاع الصحي على حافة الهاوية:
تتعطل الأجهزة الطبية الحيوية في المستشفيات بسبب انقطاع التيار، مما تسبب بالفعل في وفيات.
يتلف الأنسولين والأدوية الحساسة في ثلاجات المستشفيات والصيدليات.
المستشفى الحكومي الوحيد (ابن سيناء) يعاني من اكتظاظ شديد، وتتأثر أجهزة التنفس والمراقبة بشكل مباشر بالانقطاع، مما يعرض المرضى للخطر.
تضطر الأسر إلى اللجوء للمستشفيات الخاصة ذات التكاليف الباهظة (مثل: أشعة الرنين المغناطيسي بـ 200 ريال سعودي) والتي تواجه بدورها صعوبة في تأمين الوقود لمولداتها.
الضرر الاقتصادي
ويرى مراقبون محليون أن استمرار هذه الأزمة دون حلول جذرية ينذر بموجة هجرة عكسية للأيدي العاملة من حضرموت إلى مناطق أقل كلفة، وانكماش كبير في القطاعين الصحي والصناعي المحلي. ويؤكدون أن التعامل مع ملف الكهرباء كأداة ضغط سياسي لن يفضي إلا إلى مزيد من المعاناة وفقدان الثقة بين المواطن والجهات المعنية.
يرى خبراء في الشأن الصحي أن الانقطاع الطويل للكهرباء أصبح أزمة حياة أو موت للمرضى في حضرموت، خصوصًا في غرف العناية المركزة وحضانات الأطفال الخدج. الدكتور سعيد باوزير، استشاري طب الطوارئ، يوضح أن “أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة المراقبة الحيوية في مستشفى ابن سيناء تتأثر بشكل مباشر بانقطاع التيار الكهربائي، وأي تأخير في تشغيل المولدات الاحتياطية قد يتسبب في مضاعفات خطيرة، وهو ما يضع المستشفى أمام تحديات تشغيلية ضخمة”. كما يؤكد أن المستشفيات الخاصة التي لجأ إليها المواطنون تواجه أيضًا صعوبات في توفير الوقود لتشغيل مولداتها الخاصة، ما ينعكس في ارتفاع تكاليف العلاج على المرضى.
خسائر للمواطنين اقتصادية واجتماعية مدمرة:
تلف الأغذية واللحوم والأسماك في منازل المواطنين وفي البقالات والأسواق.
توقف الورش والمشاريع الصغيرة التي تشكل عصب الاقتصاد المحلي، مما يؤدي إلى انهيار الدخل وزيادة البطالة.
خسائر فادحة وغير معروفة للتجار والصيدليات.
أن استخدام ملف الكهرباء كأداة ضغط سياسي يزيد المعاناة ويدمر الثقة.
مطالبات عاجلة:
فصل الملف الخدمي عن الحسابات السياسية فورًا.
إيجاد حلول عاجلة ومستدامة، مثل التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية للمستشفيات والمرافق الحيوية بدعم دولي.
تدخل عاجل من السلطات المحلية والمركزية لضمان إمدادات مستقرة للوقود.
هذه الأزمة ليست مجرد انقطاع للتيار، بل هي أزمة حياة أو موت تتطلب تحركًا عاجلاً قبل فوات الأوان.