*- شبوة برس – أحمد طهيف
إن غياب المنطق في العقل السياسي اليمني السائد هو الذي يصنّف قرارات الرئيس عيدروس الزبيدي على أنها "حالة انقلاب"، في حين يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي تقديم تنازلات غير عادلة ضمن إطار الشرعية. وتشكل هذه القرارات في حقيقة الأمر فرصة حقيقية وذهبية أمام أطراف الشركرية لإظهار حسن النوايا، بعد سلسلة طويلة من الإخفاقات المتتالية في بناء جسور الثقة بينها.
لقد ولى زمن استخدام قضية واستحقاقات أبناء الجنوب كأوراق ضغط لتحقيق أهداف سياسية ضيقة، تخدم في جوهرها أحزاباً سياسية معادية للمشروع الجنوبي واستعادة دولة الجنوب.
إن قرارات الرئيس الزبيدي تمثل التجسيد العملي لما يجب أن يكون عليه الوضع، وأن تنفيذها من قبل قوى الشرعية يُعد أبسط استحقاق وحق طبيعي للجنوبيين كشريكٍ أساسي قدّم رأس المال كاملاً للشرعية: الجغرافي والاقتصادي والعسكري.
لذلك، فإننا نبارك وندعم هذه القرارات بكل قوة، ونقف جميعاً وراءها لضمان تنفيذها على أرض الواقع. فهذه هي المعادلة السياسية الحقيقية التي سعت القوى المعادية إلى إفشالها، حيث بذلت كل جهدها لتشويه وضرب المشروع الجنوبي وإفراغه من مضمونه.