*- شبوة برس - رائد عفيف
من يملك الأرض... يملك القرار
في لحظة سياسية فارقة، وبينما كانت الأنظار تتجه نحو عدن، صدر بيان قلب المعادلة. لم يكن مجرد قرار إداري، بل إعلان بأن الجنوب لم يعد ينتظر أحدًا. المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد يطالب بتنفيذ اتفاق الرياض، بل بدأ يصنع قراراته بنفسه، ويعيد تشكيل الواقع السياسي على الأرض.
ما يحدث اليوم ليس استكمالًا لبنود مؤجلة، بل بداية لمرحلة جديدة تُكتب بإرادة جنوبية واضحة، تتجاوز حالة الانتظار وتنتقل إلى الفعل المباشر.
القرارات التي صدرت مؤخرًا ليست مفاجئة، بل نتيجة طبيعية لتراكمات تجاهلتها الشرعية طويلًا. المجلس الانتقالي يتحرك بثقة، والعليمي لا يملك حق الاعتراض.
رشاد العليمي لم يصعد إلى منصبه بإرادة شعبية، بل جاء بتعيين من التحالف. لم يكن صاحب مشروع، بل واجهة مؤقتة. ولهذا، فإن رفضه للقرارات يعني مواجهة مع من عيّنه، لا مع من أصدرها. وهذا يعني أن العليمي سيخسر موقعه.
التحالف نفسه وافق على بنود اتفاق الرياض، وأي محاولة للتأجيل لن تُوقف المسار. الجنوب قرر أن يتحرك، ومن لا يملك الأرض لا يملك القرار.
ولعلّ أبرز ما يُميز هذه المرحلة هو التفاعل الشعبي الجنوبي مع القرارات الأخيرة. أبناء الجنوب عبّروا عن ارتياحهم وسعادتهم، معتبرين أن هذه الخطوات تعيد لهم الثقة بأن صوتهم يُترجم إلى فعل، وأن زمن التهميش بدأ يتراجع. في الشارع، وعلى المنصات، وفي المجالس، هناك شعور عام بأن الجنوب بدأ يستعيد زمام المبادرة.
المرحلة القادمة ستشهد تغييرات وزارية تمنح الجنوب تمثيلًا حقيقيًا داخل مؤسسات الدولة. القادم ليس مجرد أجمل، بل أكثر وضوحًا، أكثر جرأة، وأكثر تمسكًا بالحق.
فالجنوب اليوم لا ينتظر اعترافًا، بل يفرض واقعًا. ومن لا يفهم لغة الأرض، لن يفهم لغة المرحلة.