تحالف التدمير: كيف يهدد الحوثيون والإخوان استقرار الجنوب ومستقبله

تواجه العاصمة عدن والجنوب العربي حربًا متعددة الجبهات تشنها تحالفات خفية. فبخلاف الاختلافات الإيديولوجية، يجمع الحوثيون المدعومون من إيران وتنظيم الإخوان رغبة مشتركة في تقويض أي كيان جنوبي مستقر ومتماسك، ينفذونها عبر استراتيجية مزدوجة تستهدف الأمن والاقتصاد والنسيج الاجتماعي.

محاور الهجوم:

يسعى الحوثيون للسيطرة على عدن لتحقيق طموحاتهم الإقليمية والتحكم بالممرات البحرية، بينما يحاول الإخوان إعادة توطين نفوذهم المتراجع في الشمال باستخدام الجنوب منصةً للضغط سياسيًا. الهدف المشترك هو إفشال أي مشروع جنوبي مستقل.

الحرب الاقتصادية الممنهجة:

يتعمد الطرفان تدمير مقومات الاقتصاد الجنوبي. يهاجم الحوثيون البنية التحتية الحيوية مثل موانئ النفط بالمسيرات، بينما يعمل الإخوان على تخريب الاستقرار المالي عبر خلق أزمات سيولة واهتزاز ثقة المواطن بالعملة، مما يخلق معاناة يومية تُصور على أنها فشل إداري محلي.

إشاعة الفوضى والانقسام:

يستخدم الطرفان خلايا نائمة لحملات الاغتيال والتفجيرات لزعزعة الأمن ووصم الجنوب بعدم الاستقرار. كما ينشران عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي خطابًا طائفيًا وتحريضيًا لتمزيغ النسيج الاجتماعي الجنوبي وإثارة الشقاق بين مكوناته.

إدراك حقيقة هذا التحالف الخفي وخطورته هو أول خطوة نحو مجابهته. المعركة ليست عسكرية فحسب، بل هي معركة وعي لفضح هذه المخططات وإحباطها. يتطلب التصدي لها توحد الجنوبيين حول مؤسساتهم ووعيهم بحرب التضليل الإعلامي، فقدرة الجنوب على الصمود وإفشال المؤامرات هي أقوى سلاح ضد أعدائه.