من حق أنصارالله أن يحتفلون.. وعلى لابسي العبايات أن يتحسرون

2025-09-21 08:14
من حق أنصارالله أن يحتفلون.. وعلى لابسي العبايات أن يتحسرون
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

من ليلة سقوط صنعاء إلى تعقيدات المشهد الحالي

 

*- تقرير خاص لــ "شبوة برس"

مقدمة:

شهد اليمن منذ عام 2014 تحولات جذرية غيرت خريطة القوى والسيطرة فيه. ما بدأ كصراع داخلي تحول إلى حرب معقدة ذات أبعاد إقليمية ودولية. لفهم المشهد الحالي، يجب النظر إلى أداء الأطراف الرئيسية، ولا سيما "أنصار الله" من جهة، وما يسمى بـ "الشرعية اليمنية" من جهة أخرى، مع الإشارة إلى تأثير هذا الصراع على قضية الجنوب.

 

1. صعود "أنصار الله" وعوامل نجاحها العسكري:

من المنصف القول إن حركة "أنصار الله" قدمت نموذجًا لتنظيم مسلح يتمتع بدرجة عالية من:

الانضباط والعقيدة القتالية: 

تمتع مقاتلو الحركة بحافز أيديولوجي قوي وروح معنوية عالية، مقابل جيش حكومي يعاني من التفكك وانعدام الحافز.

 

استغلال فساد ووهن الدولة: 

نجحت الحركة في تسويق نفسها كقوة تطهيرية ضد الفساد المستشري في الحكومة والمؤسسات العسكرية التابعة لها، مما أكسبها تعاطفًا شعبيًا في مناطق واسعة.

 

التركيز والوحدة القيادية: 

اتخذت الحركة قراراتها بسرعة تحت قيادة موحدة، على عكس الطرف المنافس الذي يعاني من انقسامات وتحالفات هشة.

 

2. تقاعس وهروب "الشرعية" وتفكك جيشها:

كان أداء الحكومة المعترف بها دوليًا، برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، يمثل حالة من الانهيار على عدة مستويات:

 

الانهيار العسكري السريع: 

على الرغم من امتلاكها التفوق العددي والعتادي نظريًا (مثل الفرقة الأولى مدرع بقيادة علي محسن الأحمر)، إلا أن الجيش الحكومي تفكك بسرعة مذهلة أمام زحف "أنصار الله". يكشف هذا عن زيف وخلل عميق في الولاءات والقيادة والفساد الذي أنهك المؤسسة العسكرية.

 

الهروب المخزي من العاصمة: 

ترك القادة السياسيون والعسكريون العاصمة صنعاء بشكل أشبه بالفرار، تاركين البنية التحتية والمواطنين لمصيرهم. هذه الخطوة قوضت شرعيتهم بشكل كبير في أعين الكثير من اليمنيين.

 

النفي والتركيز على الجنوب:

بعد نقل الحكومة إلى عدن ثم الهروب منها أيضًا إلى الرياض، بدا أن هذه "الشرعية" أصبحت منفصلة عن الواقع اليمني، مما دفع بالكثيرين إلى وصفها بـ "الشرعية المنفية" أو "الحكومة الهاربة".

 

3. تحول مسار الصراع: معارك الجنوب نموذجًا:

بدلاً من تركيز جهودها على استعادة صنعاء، اتجهت قوى الحكومة المنهارة وقائدها العسكري الرئيسي، علي محسن الأحمر، لفتح جبهات ضد قوى الجنوب، التي بدأت تطالب بحقوقها أو حتى باستقلالها.

 

معارك شبوة وأبين وقرن الكلاسي: 

كانت هذه المعارك (2015-2016) مثالًا صارخًا على انشغال قوى "الشرعية" بحرب داخلية ضد المكون الشعب الجنوبي ومكونه الرئيس(المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب العربي) بدلاً من مواجهة التقدم الحوثي. 

لقد أسفرت هذه المواجهات عن إهدار للطاقات البشرية والمادية وإضعاف للجبهة الداخلية الموحدة نظريًا ضد "أنصار الله".

 

الاستنزاف المزدوج: 

أدت هذه السياسة إلى استنزاف قوى "الشرعية" في حرب على جبهتين: واحدة أمام "أنصار الله" في الشمال والغرب، وأخرى أمام الجنوبيين في محافظات الجنوب. هذا التشتت كان أحد الأسباب الرئيسية لتردي أوضاعها.

 

4. المشهد اليوم: تعقيد لا حلول بسيطة:

اليوم، لم يعد المشهد اليمني ثنائيًا (حوثيون مقابل شرعية). لقد تطور إلى:

دولة الأمر الواقع: 

تسيطر "أنصار الله" على مراكز السلطة التاريخية (صنعاء) وتدير شؤون الملايين من اليمنيين، مما يمنحها وزنًا واقعيًا لا يمكن تجاهله في أي حل سياسي.