لا عودة لحكم حوشي في الجنوب.. بن عيدان يرد على دعوة يمنية لانتشار الانتقالي في اليمن

2025-09-21 20:33
لا عودة لحكم حوشي في الجنوب.. بن عيدان يرد على دعوة يمنية لانتشار الانتقالي في اليمن
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

ردٌ على مقال محمد قاسم نعمان الخميس صحيفة الأيام 

"من الجبهة القومية إلى الحزب الطليعي.. عود على بدء"

 

*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان

خرج الأستاذ محمد قاسم نعمان بدعوة للمجلس الانتقالي الجنوبي لتوسيع نشاطه داخل اليمن وربطه بسلطة ما تسمى الشرعية لكي يلتحق به مناضلون من اليمن على طريقة "حوشي".

في الواقع هذه الدعوة مجرّبة، لأنها تعيد إنتاج وصفة قديمة عانى منها شعب الجنوب بعد الاستقلال في السبعينيات حين فرضت اليمننة على شعب الجنوب، وجرى تفريغ الجبهة القومية من مضمونها الوطني الجنوبي وتحويلها قسرًا إلى الحزب الاشتراكي اليمني.

 

كان الهدف آنذاك – كما روّج له دعاة اليمننة – أن يصبح الحزب الأداة الطليعية لقيادة الجنوب واليمن معًا، وأن يذيب الحدود بين كيانين مختلفين، لكن النتيجة كانت كارثية: إذ جرى تفكيك الهوية الجنوبية وقتل وتشريد رموزها على يد جماعة محسن الشرجبي وعبد الفتاح إسماعيل، وتذويب مؤسسات الدولة المستقلة وجرى تعيين يمنيين في مفاصل السلطة منهم وزراء اغلبهم جواسيس للأمن السياسي في صنعاء، حتى تم تهيئة المسرح السياسي لمغامرة "الوحدة" غير المتكافئة عام 1990، التي سرعان ما تحولت إلى اجتياح عسكري واحتلال سياسي واقتصادي عام 1994.

 

لقد دفع شعب الجنوب ثمن تلك المغامرة الباهظة من دماء أبنائه، ومن موارده، ومن قراره الوطني. واليوم، يأتي من يحاول إعادة تسويق ذات "الوصفة الفاشلة"، عبر الدعوة لإذابة المجلس الانتقالي الجنوبي في بنية الشرعية اليمنية وفتح نشاطه داخل اليمن. وهذه ليست سوى نسخة جديدة من مؤامرة قديمة، هدفها إعادة الجنوب إلى نقطة الصفر.

 

القضية الجنوبية ليست قضية تحتاج إلى اعتراف من داخل اليمن، بل هي قضية شعب كامل يسعى إلى استعادة دولته وحقه في تقرير مصيره. وهي ليست ملفًا تفاوضيًا بين قوى يمنية متصارعة، بل مشروع تحرري مستقل.

 

إن إعادة تقديم تجربة الحزب الطليعي كخيار سياسي ليس إلا إعادة فتح جرح نازف. فالتاريخ أوضح دروسه: من يتنازل عن استقلالية حامله السياسي الجنوبي، يفتح الباب واسعًا أمام ضياع الهوية، وضياع الدولة، وضياع المستقبل.

 

شعب الجنوب اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى، ولن يقبل تكرار المصيدة التي أطاحت دولته ذات يوم على يد اليمنيين. وإذا كان ثمة درس تعلمه الجنوبيون من تاريخهم، فهو أن قوتهم الحقيقية تكمن في امتلاك حامل سياسي جنوبي مستقل، يعبّر عن قضيتهم وحدهم، ويقودهم نحو استعادة دولتهم، بعيدًا عن مشروعات اليمننة التي لم تجلب إلا الخسارة والنكبات.