نازحو اليمن القدماء (الجبالية) يشربون من البئر ويرمونها بالحجارة

2025-09-21 21:51
نازحو اليمن القدماء (الجبالية) يشربون من البئر ويرمونها بالحجارة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – أ علي محمد السليماني

ظل الإخوة نازحو اليمن مشكلة كبيرة في الجنوب العربي، وما زالوا مع الأسف - رغم أن أهلهم نزحوا إلى عدن من جور وظلم اليمن الزيدية بعد استقلال الإقليمين: الزيدي الأعلى وضم إليه الإقليم الشافعي الأسفل بعد أن غدر بهم والي صنعاء نديم بك، زعيم دونمة اليمن عام 1918، وسلم الإمام يحيى السلاح ووضع تحت أمرته عشرين ألفًا من الجيش التركي (الدونمة) - تعرضت شوافع اليمن الأسفل للاضطهاد في مواطنهم وفي كراماتهم وأعراضهم.. ولم يجدوا الأمن والأمان والحياة الكريمة إلا في عدن المحجية العربية الجنوبية المستعمرة البريطانية، العاصمة الجنوبية لاحقًا..

 

لكن هؤلاء القوم حملوا السلم بالعرض، فبدلاً من يعيشوا مواطنين جنوبيين وقادة وتجار جنوبيين بحكم إقامتهم الطويلة في عدن، تجدهم مصرين ومتأمرين على ضرورة سحب الجنوب العربي إلى زريبة صنعاء الزيدية.. رغم أن أهلهم هربوا من ظلم اليمن الزيدية، ولم يجدوا الخير إلا في عدن منذ ثلاثينيات القرن العشرين، حيث أسسوا أعمالاً لهم تجارية وسياحية، ونسجوا أفضل العلاقات مع القاعدة العسكرية البريطانية في عدن وفي نيروبي لاحقًا.. وتوسعوا في أعمالهم السياحية والتجارية.. وفي المناصب القيادية حتى وصلوا في الجنوب إلى شدة الرئاسة والوزارة.. بينما في بلادهم اليمن لن يصل أكبر وأحد فيهم حتى حارس مسبح سياحي..

 

والأعجب أنهم في حرب اليمن على الجنوب عام 1994 لم يشارك منهم أحد في الدفاع عن الجنوب. وبعد احتلال الجنوب اشتغلوا مخبرين مع الاحتلال.. وفي حرب الحوثيين والعفاشيين على الجنوب وبالذات عدن، كانوا هم من يقصف الأحياء السكنية في عدن بمدافع الهاون، ويرشدون الغزاة على تواجد المقاومة الجنوبية.. وعلى خطوط شبكة المياه والتمديدات الكهربائية ومجاري الصرف الصحي..

 

وبالرغم من التجارب المريرة التي أدخلوا الجنوب فيها، ورغم التحولات الكبرى التي حدثت في العالم وعصر السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي، ينبري أحدهم بدعوته المغامرة إلى تخلي الجنوبيين عن تضحياتهم ودماء شهدائهم، والتسليم بالوحدة اليمنية، والنضال معهم لاجتثاث الحوثيين والعفاش والأحمر طبعًا، وبدماء أبناء شعب الجنوب العربي. منطلقًا من (تقية سياسية خفية): اضرب العدو بالعدو تشوف العجب. عوضًا عن أن يطالب أبناء الجالية بأن ينحازوا إلى الجنوب، والى الانصهار في بوتقة نسيج شعب الجنوب العربي، ومشاركته الآمال والأهداف والتضحيات النبيلة لفك الارتباط، واستعادة دولة الجنوب العربية بنظام حكم فيدرالي رشيد.

 

* الباحث/ علي محمد السليماني"