تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.. بين فبركة الخبر وإخفاء الحقيقة

2025-10-03 10:52
تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.. بين فبركة الخبر وإخفاء الحقيقة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

قال محلل سياسي وكاتب صحفي" تتكرر باستمرار التقارير عن ضبط شحنات أسلحة ومعدات عسكرية في ميناء عدن متجهة للحوثيين، لكنها تظل إعلانات مجتزأة تخلو من الحقائق الجوهرية التي تروي القصة كاملة للرأي العام".

 

ففي موضوع للأستاذ "صلاح أحمد السقلدي" أطلع عليه محرر "شبوة برس" ونعيد نشره وورد نصه:

فالحديث يقف عادة عند لحظة الكشف في الميناء، متجاهلاً تفاصيل بالغة الأهمية مثل: هوية المستورد الحقيقي، والمخلص الجمركي، وخط سير الشحنة منذ انطلاقها من موانئها وحتى وصولها، وجميع البيانات التي من شأنها كشف الجزء الأكثر خطورة من العملية، والذي يتم إخفاؤه عمداً.

 

بل يصل الأمر أحياناً إلى حد الإعلان عن "القبض" على سفن تهريب، ثم يتبخر الخبر وتبقى السفن وحمولتها طي النسيان، في مشهد يكرس الشعور بأن هناك من يراهن على ذاكرة جماعية ضعيفة ومجتمع مشغول عن مطاردة الحقيقة.

 

إن تفاصيل عمليات التهريب، خاصة تلك المتجهة للحوثيين والقادمة من إيران، يجب – وفقاً للروايات الرسمية – أن تُعلَن كاملةً ومؤيدة بالأدلة، ليس فقط لتقديمها للأمم المتحدة، ولكن أولاً لكي يعرف الناس الحقيقة الجلية عما يحدث. وإلا فإن الشكوك ستحوم حول جدية هذه العمليات برمتها.

 

إن اقتصار الرواية الرسمية على "نصف الحقيقة" يغذي التوجس من وجود شبكة مصالح خفية في عدن، قد تضم جهات وشخصيات متورطة – بشكل مباشر أو غير مباشر – مع شبكات التهريب، سواء كان هدفها عسكرياً أو مجرد تحقيق أرباح من تجارة محرمة، وهي تجارة رائجة في هذه المنطقة الجغرافية.

 

وفي النهاية، فإن إغفال هذه المعلومات والاكتفاء بخبر إعلامي مثير يمر سريعاً، لا يمكن تفسيره إلا بواحد من أمرين: إما أن هناك تحالفاً خفياً بين عصابات التهريب وجهات داخلية، أو أن الأخبار المعلنة نفسها مُضللة ومليئة بالثغرات. وكما قالت العرب: "ما آفة الأخبار إلا رواتها".