تتكشف يوماً بعد آخر خيوط شبكة سياسية وأمنية تعمل في الخفاء لضرب استقرار الجنوب العربي وإعاقة مشروعه الوطني، يقف على رأسها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد إلى جانب جناحه الممتد في كل من عُمان وصنعاء وتركيا وقطر والقاهرة، في تماهٍ واضح مع أجندات تنظيم القاعدة وحلفائه.
فوفقاً لما كشفه الأكاديمي الدكتور عبدالله مبارك الغيثي، في تغريدة رصدها محرر "شبوة برس" على منصة إكس: فإن نشاط القاعدة في محافظة أبين، خصوصاً في مناطقها الوسطى، لا يمكن فصله عن النفوذ التاريخي لعلي ناصر محمد في تلك المناطق التي لا تزال تدين له بالولاء. هذا الترابط يضع علامات استفهام كبيرة حول دور الرجل وخلاياه في توفير الغطاء السياسي والميداني لعناصر الإرهاب التي تستهدف القوات المسلحة الجنوبية.
وتؤكد المعطيات الميدانية والسياسية وجود تنسيق مشترك بين حزب الإصلاح والحوثيين وجناح علي ناصر محمد، في محاولة لمنع المجلس الانتقالي الجنوبي من بسط سيطرته على كامل الجغرافيا الجنوبية، بدعم إقليمي من أطراف داخل مجلس التعاون الخليجي ومن تركيا وإيران، إلى جانب مباركة غير معلنة من حزب المؤتمر.
هذه المنظومة المتشابكة من المصالح تجمعها غاية واحدة: إضعاف الجنوب وزعزعة أمنه، عبر تمويل الإرهاب تارة، وتحريك الحملات الإعلامية تارة أخرى، واستثمار الفوضى الأمنية كورقة سياسية دائمة الابتزاز.
إن استمرار هذا التخادم بين قوى الإسلام السياسي وبقايا النظام الماركسي السابق والحوثيين، يضع الجميع أمام مسئولية تاريخية لكشف الحقائق ومحاسبة المتورطين في دعم الإرهاب وتمويله، وفي مقدمتهم علي ناصر محمد ومنظومته الإقليمية التي تتغذى على معاناة أبناء الجنوب.