شبوة برس – خاص
رصد محرر شبوة برس مقطع فيديو متداول يظهر مجموعة من الإرهابيين اليمنيين وهم يودّعون بعضهم البعض قبل تنفيذ عملية انتحارية ضد القوات الجنوبية، ويتحدث أحدهم المُلّقب "أبو البراء الصنعاني" عن رؤيته للحور العين وكأنها دعوة إلى حفلة وهمية في الجنة، كلام يعكس حالة هلوسة أو خرافة دينية يغذيها الانحراف الفكري والابتعاد عن القيم الإنسانية للدين الإسلامي الحنيف الذي يحرم القتل الا بالحق.
وقال ناشطون ومتابعون تابع تعليقاتهم محرر "شبوة برس" إن المشاهد تعكس درجة الهوس التي يجنح إليها هؤلاء المسلحون، مشيرين إلى أن الفيديو يحفل بتصريحات ساذجة ومضحكة في الوقت نفسه، حيث يصف أحدهم تفاصيل لقاءات خيالية مع الحور العين، بينما يتهيّأ لاقتراف جريمة تُزهق أرواح أبناء الوطن. وأوضح المراقبون أن هذه المشاهد لا تبررها أي حالة دينية أو سياسية، بل هي نتاج تربية فكرية متطرفة وظروف تحريض وتمويل.
اتهم متابعون تيارات فكرية وسياسية بعناوين محددة بأنها كانت مُمهدة لنشوء هذه الجماعات، وأشار بعضهم إلى دور جهات دعائية فكرية نشأت في التسعينات بعد عودة عناصر متطرفة من ساحات قتال خارجية، في أفغانستان أتى بهم حزب الإصلاح اليمني وعبدالمجيد الزنداني الذي أسس لهم جامعة الايمان في صنعاء معمل تفريخ وتجهيز انتحاريين بدون عقول أو وعي سوى عقل المخطط والمدّبر.
كما انتقد منتقدون تكرار إطلاق سراح عناصر متطرفة من سجون مناطق مختلفة، معتبرين أن ذلك يسهِم في إعادة تدوير الإرهاب ونشره في محافظات الجنوب، معتبِرين أن هناك محاولات لربط ظهور هذه الخلايا بسيناريوهات إقليمية تحقق مصالح سياسية لبعض الأطراف.
من جهته عبّر ناشطون جنوبيون عن استنكارهم الشديد لتلك الجرائم، مؤكدين أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأن من يقودونه أو يموّلونه سيحاسبهم التاريخ. ودعا آخرون إلى مواصلة حملات التوعية وملاحقة المتورطين قضائياً ومعنوياً، وإلى تعزيز الوعي الديني الصحيح الذي يرفض الدم والأذى.
ختامًا، يلفت الصحفيون والمحللون إلى أن تصوير هذه المشاهد ونشرها يجب أن يقابله عمل أمني وقضائي جاد وحملات توعوية منظمة، حفاظًا على أمن الجنوب وسلامة مواطنيه، وإمعانًا في تفكيك رواسب التطرف التي لا تزال تعشش في بعض البيئات.