إيران تسعى لتحويل سواحل الجنوب العربي إلى واجهة بحرية لنفوذها المتراجع في اليمن

2025-10-30 09:41
إيران تسعى لتحويل سواحل الجنوب العربي إلى واجهة بحرية لنفوذها المتراجع في اليمن
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

أفاد تقرير نشره موقع "إرم نيوز" أن جماعة الحوثي بدأت انتقالًا تدريجيًا من مناطق سيطرتها في الشمال نحو الجنوب، في خطوة اعتبرتها مصادر أمريكية جزءًا من خطة طوارئ إيرانية تهدف إلى إعادة تموضع النفوذ جنوبًا بعد تراجع هيمنة طهران في صنعاء ومحيطها. ونقل الموقع عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن واشنطن تتابع هذه التحركات عن كثب، وتعتبرها دلالة ضعف لا توسع، مشيرًا إلى أن إيران تحاول الإبقاء على وجود رمزي في اليمن لتعويض خسارتها مواقعها الحيوية وإعادة توجيه نفوذها نحو البحر الأحمر وخليج عدن.

 

ويرى مراقبون أن التحرك الحوثي يعكس حالة انهيار ميداني وتنظيمي داخل الجماعة أكثر مما يعبر عن مشروع توسعي منظم، خصوصًا مع افتقار الحوثيين للحاضنة الاجتماعية والسياسية في الجنوب. ويؤكد التقرير أن واشنطن تعمل على تضييق الخناق على خطوط الإمداد الإيرانية في البحر عبر تعزيز التنسيق الاستخباراتي والبحري مع شركائها الإقليميين، ضمن سياسة "الردع الذكي" التي تمزج بين الضغط العسكري المحدود والعزلة السياسية والدبلوماسية للجماعة.

 

الباحث الأمريكي ديفيد هيلمان أوضح أن إيران تحاول إنقاذ ما تبقى من نفوذها في اليمن عبر تكتيكات لامركزية تعتمد على تحريك وكلائها نحو السواحل الجنوبية لاستخدامها كورقة ضغط في الممرات المائية الدولية، لكنه أكد أن هذا المسعى محكوم بالفشل لغياب القاعدة الشعبية والدعم المحلي. وأضاف أن طهران تسعى لجعل الجنوب واجهة بحرية بديلة بعد خسارتها العمق البري في الشمال، إلا أن البيئة السياسية والاجتماعية هناك لا تسمح بولادة مشروع جديد تحت المظلة الإيرانية.

 

ويشير التقرير إلى أن واشنطن تعتبر هذا التحرك محاولة أخيرة من إيران للحفاظ على نفوذها الإقليمي عبر سواحل الجنوب العربي، لكنها تواجه عزلة متزايدة وانكشافًا استراتيجيًا يحدّ من قدرتها على المناورة. ويرى الخبراء أن الجنوب لن يكون موطئ قدم لطهران، بل نهاية فعلية لنفوذها المنظم في اليمن.