*- شبوة برس – مصعب عيديد
في مشهد يعكس حجم الفوضى والانهيار، أقدمت مجاميع تابعة لما يُعرف بـ"حلف القبائل" في حضرموت على الاستيلاء الكامل على شحنات المشتقات النفطية المخصصة لتشغيل محطات الكهرباء في ساحل المحافظة، لتتحول تلك الشحنات – التي كانت تمثل الأمل الأخير للمواطنين بعد أسابيع من الانقطاعات المتواصلة – إلى غنيمة توزعها تلك المجاميع فيما بينها دون وازع من ضمير أو خوف من مساءلة.
ولم تكتفِ تلك العناصر بالنهب، بل سارعت إلى عرض الوقود المنهوب للبيع على الطرقات العامة لكل من يدفع أكثر، في مشهد مهين يجسد انهيار مؤسسات الدولة وغياب القانون، بينما يقف المواطن الحضرمي مذهولًا أمام شاحنات الوقود وهي تتحول إلى أسواق متنقلة في وضح النهار، دون أن تتدخل أي جهة مسؤولة لوقف هذا العبث الممنهج.
مصادر محلية أكدت لـ"شبوة برس" أن ما جرى ليس حادثة عابرة، بل هو مؤشر خطير على تفكك منظومة السيطرة وغياب المحاسبة في مؤسسات الدولة، وتحول القوة إلى أداة للنهب المنظم للموارد العامة التي يفترض أن تخدم الناس لا أن تُباع لهم من جديد بأضعاف الأسعار.
ويحذر مراقبون من أن ما تشهده حضرموت اليوم من انفلات وصراع نفوذ، جعلها ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات ومسرحًا للفوضى التي تطال كل مظاهر الحياة والخدمات الأساسية. فنهب الوقود في وقت العتمة ليس مجرد تجاوز إداري، بل جريمة أخلاقية وإنسانية، تكشف إلى أي مدى بلغ الانهيار في منظومة الدولة، وإلى أي حد بات المواطن يعيش بلا حماية في وجه جماعات لا تعرف سوى منطق القوة والمصلحة.