شبوة برس – تعليق سياسي
تقرير صحيفة العرب الدولية (أعادت نشره شبوة برس) لم يكن مجرد تغطية إخبارية، بل كان بمثابة تشخيص علني لحالة التفكك التي تضرب بنية الشرعية اليمنية من الداخل، وهي الحالة التي ظل محرر شبوة برس يتابع مؤشراتها منذ أشهر، خصوصاً مع تصاعد الاحتقان في حضرموت.
ما طرحته صحيفة العرب عن الاتهامات الحادة التي وجهها فرج البحسني لرشاد العليمي لم يفاجئ المتابعين، فـ "شبوة برس" سبق أن رصد هذا التوتر المتفاقم داخل مجلس القيادة، وبيّن أن تعطيل القرارات الخاصة بحضرموت لم يكن خطأً إدارياً عابراً بل سياسة متعمدة لإبقاء المحافظة في دائرة الفوضى.
اللافت أن صحيفة العرب، بوزنها الدولي، أكدت ما ظل أبناء الجنوب وحضرموت يرددونه: الشرعية اليمنية تعيش حالة انهيار بنيوي، والصراع داخل مجلس القيادة لم يعد قابلاً للإخفاء. وهذا التأكيد الخارجي أعطى مصداقية أكبر للتحذيرات التي ينشرها "شبوة برس" منذ بداية العام عن خطورة تجاهل مطالب حضرموت وتقويض سلطاتها المحلية.
المتابعة الدقيقة لمحرر "شبوة برس" تظهر أن ما يحدث اليوم ليس خلافاً عابراً بين البحسني والعليمي، بل انعكاس لصراع عميق بين مشروعين؛ مشروع جنوبي يسعى لتمكين حضرموت ومعالجة أزماتها، ومشروع يمني يحاول تكريس الهيمنة على المحافظة عبر تعطيل القرارات وتغذية الانقسام.
صحيفة العرب، بحديثها عن تفكك الشرعية، منحت الغطاء الدولي لتحليل ظلّ يتردد محلياً دون أن يجد من يعترف به. واليوم بات واضحاً أن المجلس الرئاسي يقترب من نقطة الانفجار، وأن حضرموت تحولت إلى المرآة التي تعكس انهيار النظام السياسي اليمني كله.
إن ما ذكرته العرب وأعاد "شبوة برس" قراءته، يعلن مرحلة جديدة: مرحلة سقوط الأقنعة عن الشرعية اليمنية، وبدء انتقال الجنوب – وحضرموت تحديداً – نحو خيارات تفرضها إرادة أبنائها لا أوهام السلطة في عدن أو صنعاء.