مدينة الوفاء والسلام المنكوبة

2025-11-19 20:41

 

خلف الجبال والشواطئ والخلجان من وسط الأحياء العتيقة من فوق مآذن الرحمن من وسط حصص الدرس ورنين الجرس.

 

من وسط الأسواق المزدحمة بالبضائع والتوابل والهيل والبهارات والعطور وأسواق البز والحلويات من بين بين بلاد النظام والشوارع العدنية والهندية ومؤسسات الدولة والمجتمع العدني المدني، من بين رفوف المنازل المصنوعة بالخشب الأنيق تتدلى منها بلكونات تطل على المدينة.

 

من كل أركان ومقاهي الشاي العدني الصباحي حيث يجتمع البسطاء لمطالعة الصحف اليومية وأخبار البلدة.. من بين تلك الباصات التي تقل العاملين والعاملات في صباحات فرائحية وأجواء ملائكية تسموا بالابتسامات وأعياد الأرض متجهون للمصانع والمدارس..

 

من بين تلك القلعة المحاذية للبحر والجبل والأسماك والسحر وكل آيات الحب والجمال.

 

أنا البحر يمنعون عني السمك، وأنا الآبار والمياه العذبة أذاقوني العطش.. وأنا الوقود يمنعون عني التيار، وأنا الجمال يدوسون باقات الورد، وأنا التعليم يمنعون عني الخبز، وأنا السلام أقاموا ضدي حربًا ضروسًا لم تشهدها أرض في المعمورة.

 

من خلف صخره تطل المدينة بوجهها الحزين وتتنهد بحسرة وألم فتجهش بالبكاء تنثر كلماتها للسماء: (من كل أصقاع الأرض.. أحببتهم جميعا.. الساكنون والمقيمون والقادمون والمهاجرون والدارسون والعابرون والعارفون والجاهلون.. لم اعتدِ عليهم قط ولم أميز بينهم قط ولم أكره أحدًا فكان يوم التكريم.. فاعتدوا علي بطريقة همجية ومزقوا أحشائي بدون رحمة وأطاحوا بي جثة هامدة بالشوارع تنهش لحمي الكلاب الضالة والذئاب والوحوش الكاسرة، ما عرفت قط أن المحبة والوفاء يكافئ بالطعنات بجسدي النحيل وامتصاص دمي وبتر شراييني وتمزيق أوصالي فيرموني بالعراء.. الله المستعان).

 

*- علي عمر الهيج