*- شبوة برس – عبدالله الديني
في زمن اختلطت فيه المعايير، ظهرت حكومة غريبة لا تهتم إلا بأصوات تأتي من خلف الحدود… حكومة ترعى الناشطين المهرجين الذين يعيشون في الخارج وكأنهم قادة الكون، بينما تسحق المواطن الحقيقي الذي يعيش على تراب الوطن ويواجه الجوع والغلاء كل يوم.
أصبح المشهد واضحًا وفاضحًا:
المواطن الذي يسهر ليؤمّن قوت يومه، ذاك الذي يتحمل الكهرباء المنقطعة، والماء الشحيح، والراتب الهزيل الذي لا يكفي لشراء كيس رز 40 كيلو، هذا المواطن بات آخر اهتمام الدولة.
بينما من يعيشون في الخارج، يتسكعون في الشوارع الأوروبية ويظهرون في بثوث تافهة، يحصلون على ملايين الدولارات فقط لأنهم محسوبون على “نضال” وهمي… نضال لا يتجاوز شاشة هاتف.
كيف لحكومة أن تتجاهل صوت من يعيش الألم يوميًا، وتفتح خزائنها لمن يتاجر بمعاناة شعبه وهو جالس في مقهى خارجي يحتسي قهوته الفاخرة ويتحدث عن “الوطنية”؟!
أي وطنية هذه التي تأتي من شخص لا يعرف آخر مرة شم فيها تراب بلده؟
وأي نضال هذا الذي لا يتجاوز حدود الفنادق والمطارات؟
المواطن اليوم لم يعد يطالب بالكماليات…
بل يطالب بأبسط حقوق الحياة:
راتب يكفيه.
تعليم يحترمه.
صحة لا تهينه.
أمن لا يساومه.
وكرامة لا تُسحق.
لكن الحكومة اختارت الطريق الأسهل:
دفع الملايين للمتحولين جنسياً والمتسكعين في الخارج ليظهروا على أنهم “صوت الشعب”، بينما الشعب نفسه يُدفن تحت الفقر والقهر والخذلان.
أي حكومة هذه التي تخشى كلمة ناشط في الخارج أكثر مما تخشى غضب الشعب في الداخل؟
أي حكومة جعلت “المهرج” أهم من المواطن؟
جعلت “المتسكع” أهم من الأب الذي يبحث عن لقمة؟
وجعلت “المتحول” أهم من الأم التي تبيع ذهبها لأجل شراء دقيق؟!
لقد آن الأوان لقول الحقيقة كما هي:
حكومة لا تحمي مواطنيها، ولا تحترم أحلامهم، ولا توفر لهم ما يحفظ كرامتهم، ليست حكومة… بل عبء.
والشعب لا يمكن أن يستمر صامتًا أمام هذا المستوى من الازدراء.
المواطن الذي يعيش على تراب الوطن هو الأصل… وهو القيمة… وهو الشرعية.
ومن يتسكع في الخارج على حساب الشعب لا يمثل إلا نفسه ومن يموله.
وستظل الحقيقة أقوى من كل محاولة تلميع:
الشعب في الداخل هو من يدفع الثمن… بينما الحكومة تدفع الملايين لوجوه لا تمثل إلا الفوضى والضياع.
*- ✍️العقيد شاخوف حضرموت