أكد اللواء علي حسن زكي في مقال أطلع عليه محرر "شبوة برس" أن ذكرى الاستقلال الوطني للجنوب الخالدة منذ 58 عامًا ليست مجرد احتفال تاريخي، بل محطة لتقييم تجربة دولة الجبهة القومية في عهد الرئاسة الشهيد سالمين. وقال إن تلك التجربة أسست دولة موحدة من المهرة إلى باب المندب، ووفرت الأمن والاستقرار، وجيشًا وطنيًا مسلحًا ومدربًا، وشبكة خدمات تعليمية وصحية وتموينية وزراعية وصناعية لم تحقق أي تجربة لاحقة لها مثيلًا.
وأشار زكي إلى أن الأمن كان مؤمنًا بالكامل، حيث كان المواطن يترك ممتلكاته دون خوف، والعدالة الاجتماعية متحققة من خلال مؤسسات الدولة ولجان الدفاع الشعبي، بينما كانت الخدمات الصحية والتعليمية والوظائف العامة متاحة لجميع المواطنين دون تمييز. وأضاف أن سيادة الدولة كانت واضحة، وتم إغلاق مضيق باب المندب أمام السفن العسكرية لدعم مصر في حرب أكتوبر 1973، مؤكدًا أن الجنوب كان يتمتع بقرار وطني مستقل.
لكن الكاتب اعتبر أن ذكرى الاستقلال اليوم ليست مناسبة للاحتفال فقط، بل لتحفيز الشعب على العمل لاستعادة منجزات الدولة ومؤسساتها، في ظل ما يعانيه الجنوب من مجاعة وتردٍّ في الخدمات وغياب للسيادة الوطنية بعد الوحدة اليمنية وما تلاها من سياسات فساد واستبداد. ودعا زكي إلى استعادة القرار الوطني المستقل وإخراج الشعب من الكارثة الحالية، على طريق إعادة الدولة الجنوبية كاملة الحرية والسيادة، بما يعكس حدود ما قبل مايو 1990، ويعيد بناء مؤسسات قوية تحمي حقوق المواطنين وتضمن العيش الكريم.
ختامًا، المقال يضع الاستقلال الجنوبي بين خيارين: استمرار الوصاية والضعف أو استعادة السيادة والمكتسبات الوطنية، مع دعوة واضحة للشعب الجنوبي للتحرك عمليًا نحو مستقبل مستقل ومزدهر.