من مارس سياسة فرق تسد في الجنوب؟

2025-11-28 11:13

 

قيل لنا إن المستعمر البريطاني انتهج في الجنوب سياسة إثارة الفرقة بين أبناء شعبه ليلهيه عن المطالبة باستقلال  بلاده.تلك السياسة التي اختصروها بجملة (فرق تسد!)

والحقيقة هي أن بريطانيا ،على خبثها ،لم تمارس تلك السياسة قط ،في الجنوب.

الحقيقة عكس ذلك تماماً ،فالذين اتهموا بريطانيا بذلك هم من مارس سياسة إثارة الفرقة بين أبناء الشعب منذ أن ظهروا في الساحة السياسية الجنوبية ،يقودهم ويوجههم في الغالب المهاجرون اليمنيون من أمثال سلطان أحمد عمر ،وعبدالفتاح اسماعيل ،وعبدالله الخامري وغيرهم .

لقد صنفوا شعب الجنوب إلى عملاء وركائز للبريطانيين ،والى وطنيين وثوريين ورجعيين واقطاع ومعدمين وطبقة عاملة وأخرى رأسمالية لاوجود لهما إلا في خيالات الرفاق الاشتراكيين العلميين الكذبة.

عانى شعبنا بعد الاستقلال من سياسة اثارة الفرقة هذه التي اتبعتها الجبهة القومية فتشرد من تشرد بعد الاستقلال في المنافي.

وبرزت شلة رعناء في الجبهة القومية يدعمها متمركسون في تنظيم صغير وبعثيون وافقوها اهواءها لم تدع البلاد تستقر ،ولم يهدأ لها بال حتى أطاحت الرئيس قحطان وتياره الوطني في الجبهة القومية.

لحرف توجهه العقلاني الرشيد! وكان كل انقلاب يترك أثره الخفي أحياناً والظاهر أحياناً أخرى في البلاد ويفت في وحدتها الوطنية.

وبدا بعد إطاحة الرئيس قحطان كما لو أن البلاد استقرت وحاز الرئيس الثاني, على أخطائه القاتلة, شعبية واسعة ،حتى إذا نضج ،ليصحح أخطاء نظامه الذي أوجد العداوة والبغضاء بين فئات الشعب ،يفاجأ بأن التيار اليمني في التنظيم الحاكم بالمرصاد له ،ومعه جنوبيون أبوا إلا المضي في طريق الأخطاء ،فاطاحوه هو الآخر وبدا المماحكات المناطقية التي ،حال المستعمر البريطاني دون توسعها وتعميمها بين الجنوبيين تتضح في أسوأ صورها!وما هي إلا ١٩عاما من رجيل بريطانيا عن الجنوب إلا وحولته سياسات الحزب الحاكم إلى مناطق وقبائل متعادية ،حيث استغلت قيادات الحزب الرعناء المشاعر المناطقية وغلفتها بمزاعم زائفة ، في صراعاتها مع بعضها بعضاً، وكل يزعم أنه الأفضل ،حتى كانت الكارثة التي قصمت ظهر وحدة الجنوبيين الوطنية ،فعجل آخر الذين ساهموا مساهمة فعالة في سياسة فرق تزل بتسليم الجنوب لمن شارك ابناؤه الذين جاؤوا مهاجرين إليه -الجنوب -في انتهاج سياسة فرق تسد آلتي الصقوها بالبريطانيين والبريطانيون منها براء.

ومنذ أن تمكن المحتلون اليمنيون من السيطرة على الجنوب وهم ينتهجون سياسة خبيثة في الجنوب تعمل على استغلال خصومات مناطقية وقبلية ,كان لأبنائها إثارتها في الجنوب ،وهي اليوم تغذيها وتدفع لضعاف النفوس من الجنوبيين ،لأنها لن تسد في الجنوب إلا بسياسة إثارة الفرقة بين الجنوبيين.