بعد تحرير حضرموت: حان وقت التصالح والتسامح

2025-12-03 18:04

 

اليوم تحررت حضرموت الوادي بسقوط المنطقة العسكرية الأولى في سيئون ،وكذا الإستيلاء على "معسكر عارين" شمال شبوة من قبل قوات دفاع شبوة .

 وبما أن النصر العسكري كان مشهدًا يملأ القلوب أملا ، لكن الأهم من الانتصار هو "كيف نحافظ على هذا النصر"؟ وكيف نبني مستقبلًا آمنًا مستقرًا؟ .

 هنا يأتي دور التصالح والتسامح الجنوبي، كمنهج لا يقل أهمية عن النصر بالسلاح في حماية الأرض والإنسان وبناء الجنوب .

 

- النصر العسكري لا يكفي، تحرير الأرض خطوة أولى، لكن بقاء اللحمة الجنوبية والسلام والتصالح بين أبناء الجنوب هي الخطوة الأهم.

- إعلان التصالح والتسامح الذي حدث في 2006 أثبت أن المصالحة والمصارحة تمنع الثأر و الإحتراب وتفتح أبواب التنمية وكل قطرة دم تسكب بسبب خلافات سياسية قديمة أو جديدة تضعف الجميع وتشتت الجنوب .

 

مفهوم التصالح والتسامح الجنوبي:

– التصالح هو نسيان الماضي الأليم و مآسيه والاعتراف بالأخطاء من كل الأطراف.

– التسامح هو الاحترام المتبادل بين الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم والتعاون لبناء المستقبل .. و التصالح والتسامح ليس تنازل عن ضعف، بل قوة تجمع ولا تفرق .

 

التحديات المحتملة لتطبيق التصالح :

- قد يكون هناك أطراف مستفيدة من الصراع وبقاء التنافر، وأيضا بعض الجهات قد لا تقبل التصالح والتسامح خوفًا من فقدان مصالح شخصية او مناطقية.

- قد تطرأ مخاوف من التهميش لأشخاص أو مناطق وقد تشعر بأن التصالح يطمس حقوقها وهي مخاوف غير صحيحة.

- يجب إنشاء هيئة حكماء لتنفيذ آليات التصالح وكذا مبادرات مجتمعية، حتى لايبقى التصالح كلامًا انشائيا والتسامح شعارا فارغاً.

لإنجاح التصالح والتسامح لابد من خطوات مهمة :

1. تشكيل هيئة حكماء جنوبية مستقلة، تضم مشايخ، كفاءات، ومثقفين لبحث سبل تطبيق هذا المبدأ السامي.

2. البدء بمبادرات صلح قبلي عام بحيث يكون لكل قضية ثأر صلح على حدة، بحضور ممثلين عن السلطة المحلية.

3. يجب توحيد الخطاب الإعلامي من أجل دعم التصالح وإبراز جوانب النجاح.

4. دعم مؤسسات المجتمع المدني من أجل إعداد برامج توعوية في المدارس والمساجد.

 

ياقيادة المجلس الانتقالي :

 حان وقت التصالح والتسامح ليس فقط كشعار، بل كمسؤولية جماعية. الجنوبيون اليوم  بعد تحرير كامل حضرموت ، أمام فرصة تاريخية ليتحول النصر العسكري إلى نصر حقيقي للإنسان والوطن.

 

التصالح ليس مجرد كلمة، بل عهد يصفي القلوب، ولحمة وطنية جنوبية بين شبوة، حضرموت، عدن، وأبين،الضالع،المهرة،سقطرى. كل الجنوب واحد، وكلنا شركاء في هذا الحلم.

 

3 ديسمبر 2025