الحبيب الجفري يحذّر من تسييس الدين: الشرع ليس غطاءً لصراعات السياسة

2025-12-19 07:57
الحبيب الجفري يحذّر من تسييس الدين: الشرع ليس غطاءً لصراعات السياسة
شبوه برس - خـاص - وادي حضرموت

 

شبوة برس – خاص

حذّر الشيخ الحبيب "علي زين العابدين بن عبدالرحمن الجفري" من خطورة توظيف النصوص الشرعية في الصراعات السياسية، معتبرًا أن إلباس الخلافات السياسية ثوب العقيدة، وتحويل الاجتهادات إلى ثوابت دينية، هو لون من العبث بالدين والكذب على الله.

 

وفي تغريدة نشرها على منصة إكس، رصدها وتابعها محرر "شبوة برس"، أوضح "الحبيب الجفري" أن تصوير الوحدة السياسية القهرية على أنها وحدة الصف التي أمر الله بها، وبناء أحكام شرعية تبرر سفك الدماء وتسميه جهادًا، بل وربطه بالعقيدة والحكم بالكفر أو الخروج عن الدين على المخالفين، يمثل انحرافًا خطيرًا عن مقاصد الشريعة، واستغلالًا للدين في لعبة السياسة.

 

وأشار إلى أن توظيف مفهوم جهاد الدفع في غير موضعه، وجعله وصفًا للصراعات السياسية القائمة، لا يقل خطورة، مؤكدًا أن حق الدفاع عن النفس والأرض والعرض حق شرعي ثابت، لكنه لا يستلزم بالضرورة توصيف القتال بأنه جهاد دفع، ما لم يُبْنَ ذلك على ادعاء كفر الطرف الآخر، وهو أمر باطل شرعًا.

 

وبيّن "الحبيب الجفري" أن مسألة استمرار الوحدة السياسية أو إنهائها تندرج ضمن دائرة الاجتهاد، وتُقاس بميزان المصلحة والمفسدة، وارتكاب أخف الضررين، ولا تدخل في باب العقائد ولا الأحكام الثابتة، محذرًا من تحويلها إلى مسلمات دينية على موائد الصراع السياسي.

 

ودعا "الشيخ الجفري" إلى الكف عن الإساءة إلى الشريعة عبر تسخيرها لتبرير المواقف السياسية، مؤكدًا أن الشرع جاء لتقويم اختيارات الناس لا لتسويغها، ومحذرًا في الوقت نفسه من الآثار الخطيرة لهذا العبث على ثقة الشباب بدينهم، في ظل ما وصفه بموجة تشكك قادمة قد تكون الأشد إذا لم يتم وضع حد للفتاوى المسيسة.

 

واختتم "الحبيب الجفري" تغريدته بدعاء صادق، سائلًا الله الإصلاح والهداية، في رسالة وُصفت بأنها موعظة دينية عميقة تعكس مكانته الروحية والعلمية، وتؤكد على ضرورة صون الدين من التلاعب به في خضم الصراعات السياسية.

 

شبوة برس

محرر شبوة برس