فورين أفيرز: التحولات في اليمن تعترف بالقوة الجنوبية ومعادلة جديدة للأمن الإقليمي

2025-12-19 18:06
فورين أفيرز: التحولات في اليمن تعترف بالقوة الجنوبية ومعادلة جديدة للأمن الإقليمي
شبوه برس - خـاص - عــدن

تحليل غربي يعترف بتحول موازين القوة الجنوب لاعب مركزي في أمن البحر الأحمر ومعادلة اليمن الجديدة

 

شبوة برس – خاص

نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، إحدى أبرز المنابر البحثية المؤثرة في دوائر صنع القرار الغربي، تقريرًا تحليليًا لافتًا تناول التحولات المتسارعة في اليمن، واصفًا ما يجري بأنه أخطر تهديد مُهمَل في الشرق الأوسط. التقرير توقف بشكل خاص أمام التطورات الأخيرة في الجنوب، معتبرًا أن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي مطلع ديسمبر، وسيطرته على أجزاء واسعة من حضرموت والمهرة، أحدثت تحولًا زلزاليًا في ميزان القوى داخل اليمن.

 

وأوضح التقرير أن التقديرات الغربية كانت تشير إلى تراجع التوتر في البحر الأحمر واليمن عقب الهدوء النسبي الذي أعقب وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن هذا الهدوء لم يدم طويلًا. فقد غيّرت التحركات العسكرية الجنوبية المعادلة على الأرض، خاصة أن المجلس الانتقالي شريك في الحكومة المعترف بها دوليًا، وفي الوقت نفسه يرفع مشروع استعادة دولة الجنوب، ويحظى بدعم إماراتي، ما فاقم التوتر مع السعودية الداعمة لفصائل أخرى داخل الحكومة.

 

وحذّرت المجلة من أن هذا التحول قد يمنح جماعة الحوثي ذريعة لتوسيع تحركاتها شرقًا نحو مناطق إنتاج النفط والغاز، مستفيدة من الدعم الإيراني وتطور قدراتها العسكرية، بما في ذلك تصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية محليًا.

 

وبحسب قراءة التقرير، فإن الأهمية لا تكمن في التحذيرات فقط، بل في الاعتراف الضمني بواقع القوة الجنوبية الجديدة على الأرض، والإقرار بأن ميزان القوى انقلب للمرة الأولى منذ عقود باتجاه الجنوب، إضافة إلى الربط الواضح بين أمن البحر الأحمر والممرات الدولية وبين سيطرة الجنوب على جغرافيته وقدرته على إدارتها.

 

كما حمّل التقرير واشنطن مسؤولية تجاهل الملف اليمني خلال السنوات الماضية، محذرًا من أن هذا الإهمال قد ينعكس سلبًا على الأمن الأمريكي وأمن المنطقة ككل، وهو ما يعني أن الجنوب بات حاضرًا في الحسابات الدولية، حتى وإن لم يُعلن ذلك سياسيًا بشكل صريح.

 

القراءة الهادئة للتقرير، الذي ترجمه ونقله الإعلامي والناشط الجنوبي أوسان بن سده، ورصده وتابعه محرر شبوة برس، تكشف أن الغرب بدأ يتعامل مع الجنوب بوصفه لاعبًا مركزيًا في معادلة أمن المنطقة، وأن مستقبل اليمن لن يُحسم عبر البيانات والوساطات وحدها، بل وفق معادلات القوة التي يفرضها الجنوب على الأرض.