حين يتكلم الشارع الجنوبي… لحظة الحسم السياسي واستعادة الدولة

2025-12-21 21:15
حين يتكلم الشارع الجنوبي… لحظة الحسم السياسي واستعادة الدولة
شبوه برس - خـاص - عــدن

الشارع الجنوبي يقول كلمته الحاسمة… لحظة تاريخية لاستعادة الدولة واستثمار الانتصار السياسي

 

 

شبوة برس – خاص

رصد ومتابعة محرر شبوة برس قراءة سياسية قدّمها الكاتب م. مسعود أحمد زين، تناول فيها اللحظة الراهنة التي يعيشها الجنوب، باعتبارها واحدة من أكثر اللحظات حساسية وأهمية منذ سنوات، في ظل الزخم الشعبي الواسع الذي شهدته الساحات والميادين الجنوبية، والمشاركة غير المسبوقة لأبناء جميع المحافظات في مشهد وطني جامع أعاد التأكيد على مركزية هدف استعادة الدولة الجنوبية.

 

ويشير الكاتب، في الطرح الذي تابعه محرر شبوة برس، إلى أن قوة هذه اللحظة لا تكمن فقط في حجم الحشود، بل في نوعية المشاركة واتساعها الجغرافي، بما يعكس إجماعًا وطنيًا حقيقيًا لم يظهر بهذا الوضوح والشمول إلا في محطات مفصلية سابقة، أبرزها حرب 2015، والعمليات العسكرية التي انتهت بتطهير وادي حضرموت وانتشار القوات الجنوبية في مختلف المحافظات.

 

ويرى م. مسعود أحمد زين أن هذا التحول الميداني والشعبي يفرض على القيادة الجنوبية مسؤولية الانتقال من مرحلة إدارة الفعل الجماهيري إلى مرحلة الاستثمار السياسي المدروس، عبر تقديم خطاب متزن ومقنع موجّه إلى الشركاء الثلاثة: اليمني، والعربي، والدولي، بما يواكب حجم التضحيات والإنجازات المتراكمة.

 

وعلى صعيد الشريك اليمني، يوضح الكاتب أن مشروع الوحدة الاندماجية ثبت فشله باعتراف القوى اليمنية نفسها خلال مؤتمر الحوار الوطني عام 2013، إلا أن الإصرار على خيار الأقاليم الستة قاد إلى طريق مسدود وأسهم في تفجير الحرب واستمرارها حتى اليوم. ويؤكد أن تجاهل هذه الحقيقة يعني إطالة أمد الصراع وفتح الباب أمام مزيد من التشظي، بينما يكمن الحل الواقعي في جلوس طرفين واضحين إلى طاولة تفاوض ندية للاتفاق على علاقة سياسية جديدة، تحفظ المصالح الاقتصادية والاجتماعية المشتركة دون المساس بالسيادة.

 

أما في البعد العربي، فيلفت الكاتب، كما رصد محرر شبوة برس، إلى أن المتغيرات الجيوسياسية جعلت أمن الخليج العربي مرتبطًا بالحصول على منافذ آمنة ومضمونة على البحر العربي، بعيدًا عن مخاطر إغلاق المضايق أو اضطراب الملاحة. وفي هذا السياق، يبرز الجنوب كعنصر استقرار قادر على لعب دور محوري في أي ترتيبات إقليمية قائمة على الشراكة لا على التبعية أو التنازل.

 

وفي البعد الدولي، يبرز باب المندب كممر حيوي للتجارة العالمية، ما يجعل استعداد الجنوب لتحمل مسؤولية تأمينه، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، رسالة سياسية عملية تعزز فرص الاعتراف والدعم.

 

ويخلص الكاتب م. مسعود أحمد زين، في قراءة تابعها محرر شبوة برس، إلى أن خطاب الواقعية والمصالح المتبادلة، المدعوم بزخم الشارع ووحدة الموقف، يمثل اليوم الفرصة الأهم لتحويل التضحيات الشعبية والعسكرية إلى مكاسب سياسية تفتح الطريق أمام استعادة الدولة الجنوبية.