شبوة برس – خاص
أثار نائب وزير الخارجية في ما تُسمّى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مصطفى أحمد نعمان، موجة واسعة من الغضب والاستياء، بعد تصريحاته التي أدلى بها عبر قناة العربية، والتي لمّح فيها بوضوح إلى خيار التحالف مع مليشيا الحوثي، في موقف اعتبره مراقبون انقلابًا صريحًا على الأسس التي قامت عليها تلك الشرعية، وكشفًا فجًا لحقيقة ارتباطها العميق بالحوثيين.
وبحسب ما رصده محرر شبوة برس، فإن تصريحات نعمان لم تكن زلة لسان أو موقفًا عابرًا، بل جاءت منسجمة مع مسار طويل من التواطؤ السياسي، إذ سبق له أن أطلق الصرخة الحوثية علنًا عام 2016، قبل أن يعود اليوم ليجدد ولاءه لعبدالملك الحوثي، في مشهد ينسف كل ادعاءات “التحرير” و”مواجهة الانقلاب”.
ويؤكد مراقبون أن هذا الموقف يفضح حقيقة ما جرى طوال السنوات الماضية، حيث لم تُبدِ قيادات الشرعية أي جدية في تحرير مناطق الجمهورية العربية اليمنية من سيطرة الحوثيين، بقدر ما انشغلت بصناعة الأزمات في الجنوب العربي، ومحاربة قضيته السياسية، ومحاولة وأد حق شعبه في تقرير مصيره واستعادة دولته التي سُلبت بالقوة منذ حرب 1994.
ويشير متابعون إلى مفارقة لافتة تتمثل في أن مصطفى نعمان يستمد موقعه الوظيفي من شرعية أُعلن أنها قامت بدعم التحالف العربي لمواجهة الحوثي، لا للتحالف معه، ولم تُنشأ لمحاربة الجنوب العربي أو تحويله إلى ساحة تصفية حسابات سياسية. فالجنوب، الذي انطلقت قضيته السياسية علنًا وبشكل سلمي في 7 يوليو 2007 من ساحة خور مكسر بعدن، هو نفسه الذي تمكن أبناؤه من تحرير عدن وعدد من المحافظات الجنوبية خلال نحو سبعين يومًا، وقدم عاصمته المحررة عدن كمنطلق لمعركة مواجهة الحوثي، لا كمقر لقمع ثورة الجنوب أو مصادرة حقه في الاستقلال.
ويرى محللون أن تصريحات نعمان تعيد فتح ملف ما يُعرف بـ”شرعية الفنادق”، التي تحولت إلى عبء ثقيل على الجنوب، حيث تُصرف المليارات من عائدات النفط والموارد الجنوبية على آلاف المسؤولين والموظفين اليمنيين المقيمين في الخارج دون أي دور فعلي، بينما يعاني المواطن الجنوبي من تدهور الخدمات وانهيار الأوضاع المعيشية، في ظل نهب منظم للثروات وغياب أي التزام وطني حقيقي.
ويخلص متابعون إلى أن ما صدر عن نائب وزير الخارجية لم يعد مجرد تصريح سياسي، بل دليل دامغ على سقوط القناع، وانكشاف حقيقة شرعية قامت على النهب والإعاشات والفنادق، وتحالفت في النهاية مع الحوثي، بينما جعلت من الجنوب وقضيته العادلة عدوها الأول.
شبوة برس
محرر شبوة برس