لو أن جنوبيًا صرّح بالتحالف مع الحوثي كيف ستكون ردة الفعل اليمنية

حرب التشنيع على الجنوب والجنوبيين

*- تعليق سياسي محرر شبوة برس

لو أن أي شخصية جنوبية، سياسية كانت أو إعلامية، تفوّهت بما صدر عن النعمان بشأن التحالف مع الحوثي، لتحولت الساحة اليمنية خلال ساعات إلى سيل من حملات التخوين والتكفير والتشنيع، ولأُعلنت حرب إعلامية وسياسية مفتوحة ضد الجنوب والجنوبيين، تُستدعى فيها كل مفردات الكراهية والوصاية وادعاء الوطنية والعقيدة.

كانت ستُقدَّم القضية باعتبارها خيانة عظمى، وتُربط بالانفصال والاشتراكية والعمالة، وتُستثمر لإعادة إنتاج خطاب قديم يرى في الجنوب خصمًا دائمًا، لا شريكًا، مهما كانت الوقائع. لكن حين يصدر التصريح ذاته عن مسؤول محسوب على الشرعية، يسود الصمت، أو تُبرَّر الأقوال بزلة لسان، أو تُلبس ثوب الشجاعة السياسية.

هذا التناقض يكشف أن المشكلة ليست في الحوثي ولا في المشروع الإيراني كما يزعمون، بل في الجنوب ذاته. فكل ما يُحرَّم على الجنوبي يُباح لغيره، وكل ما يُدان إن صدر من الجنوب يُغتفر إن صدر من صنعاء. إنها ازدواجية فاضحة تفسر لماذا ظل الجنوب مستهدفًا، ولماذا سقطت شعارات مواجهة الحوثي عند أول اختبار حقيقي.

شبوة برس – خاص