الحالة الأمنية في اليمن : القتل والاختطاف سلاح يهدد الأجانب

2013-10-09 09:32
الحالة الأمنية في اليمن : القتل والاختطاف سلاح يهدد الأجانب
شبوة برس - متابعات صنعاء

 

 تثير عمليات استهداف الأجانب في اليمن، سواء بالقتل أو الاختطاف, المخاوف في الأوساط الرسمية والسياسية من انعكاس ذلك على العملية السياسية وإفشال أحد أهم بنودها، وهو الحوار الوطني الذي يقترب من نهايته وينتظر الجميع الشروع في تنفيذ مخرجاته.

 

وفي أحدث حلقة في سلسلة استهداف الأجانب, قتل مسلحون مجهولون موظفا ألمانيا يعمل حارساً بالسفارة الألمانية بصنعاء أثناء خروجه من مركز تجاري, ثم لاذوا بالفرار الأحد الماضي، واختطف مسلحون في اليوم ذاته موظفا سيراليوني الجنسية يعمل لدى منظمة اليونيسيف واقتادوه إلى مكان مجهول.

 

ولا يزال الغموض يلف مصير دبلوماسي سعودي وآخر إيراني وصحفية هولندية وزوجها ومدرس لغة جنوب أفريقي مختطفين لدى جهات مختلفة منذ فترة.

 

هذه الأوضاع دفعت الأمم المتحدة إلى نصح العاملين لديها في اليمن بلزوم منازلهم وعدم السفر أو الذهاب إلى المتاجر أو أي مكان آخر, وحذرت من أن "المستقبل غامض ويجب على جميع العاملين توخي أكبر قدر من اليقظة".

 

تقييم الأداء

وتعليقاً على ذلك, أكد المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة راجح بادي أن الحكومة بصدد إعادة تقييم أداء الأجهزة الأمنية في ظل هذه الظروف الحساسة التي تتعرض فيها البلاد لحرب حقيقية تستهدف المصالح الاقتصادية والإنسان اليمني بشكل عام.

 

وقال في حديث للجزيرة نت إنه رغم قيام الأجهزة الأمنية بجهود في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار, فإن المعطيات الجديدة تستوجب إعادة تقييم الأداء الأمني من أجل تصحيح الاختلالات وتحقيق تحسن ملموس في هذا الجانب.

 

وأكد بادي "حرص الحكومة على تأمين مقرات البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإنسانية الدولية مثلما هي حريصة على أمن مواطنيها في مختلف المحافظات".

 

"

عبد السلام محمد: استهداف الدبلوماسيين جزء من خريطة الفوضى في المشهد الأمني، التي ازدادت مع تسريبات عن إفشال الأجهزة الأمنية محاولة انقلابية

"

فوضى أمنية

ويرى محللون سياسيون وأمنيون في عمليات استهداف الأجانب في البلاد انعكاسا للمشهد السياسي المحتقن في ظل تصاعد حدة الخلافات بين الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي وسلفه المخلوع علي عبد الله صالح, وتهدف لإفشال التغيير.

 

وقال رئيس "مركز أبعاد للدراسات" عبد السلام محمد للجزيرة نت إن استهداف الدبلوماسيين جزء من خريطة الفوضى في المشهد الأمني، التي ازدادت مع تسريبات عن إفشال الأجهزة الأمنية لمحاولة انقلابية.

 

وأضاف "هناك فوضى أمنية على رأسها اغتيالات الدبلوماسيين والعسكريين والهجوم على المعسكرات وإدارات الأمن وضرب أنابيب النفط وخطوط الكهرباء, نتيجة المشهد السياسي المحتقن، وبروز خلافات كبيرة بين هادي وصالح".

 

وحذّر محمد من أن هذا الوضع قد يشجع حركات العنف المسلحة على تحقيق أهدافها في استهداف مصالح غربية كما هو حال تنظيم القاعدة، أو لخلط الأوراق على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني كما يسعى لذلك الحوثيون والحراك المسلح والمرتبطون بمصالح مع النظام السابق.

 

وأشار إلى أن خطورة استهداف الأجانب تتمثل في إعادة اليمن "إلى واجهة الإعلام الدولي كمركز للإرهاب الإقليمي والدولي، وهو ما سيوسع في تدخلات الخارج، وسيعرقل حالة الانتقال السلمي للسلطة، وربما انزلاق اليمن لحرب أهلية".

 

تحرك عاجل

من جانبه, قال الخبير العسكري العميد المتقاعد محسن خصروف إن الأوضاع الأمنية في اليمن سيئة وبحاجة لتحرك من قبل وزارتي الدفاع والداخلية لإعادة الأمن والاستقرار وإشاعة الأمان لدى المواطنين والأجانب على حد سواء.

 

وأضاف خصروف للجزيرة نت أن من يقومون بأعمال العنف والاختطاف واستهداف الأجانب يسعون إلى إفشال العملية السياسية والحوار الوطني وإثبات أن التغيير فشل وأن الأوضاع في الماضي أفضل مما يجعل الناس يترحمون على النظام السابق.

 

ورأى أن الهدف من التركيز على الأجانب هو إفزاعهم من البقاء في اليمن على اعتبار أن الحكومة غير قادرة على تأمين حياة الممثلين للبعثات الدبلوماسية أو المنظمات الدولية, وهو ما ستكون له تأثيرات سلبية, داعيا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية المقار الدبلوماسية.

 

المصدر:الجزيرة