في ضل الإنفلات والتدهور الذي نال كل مناحي الحياة الأمنية والسياسية والإجتماعية ، وفي الوقت الذي شهدت فيه محافظات الجنوب وحضرموت خاصة ، إستهداف مستقصد ومتعمد لخيرة كوادرها الأمنية والقضائية النزيهة ، كل هذا جعل أصحاب النفوذ والعصابات والمليشيات هم أصحاب الكلمة النافدة والقرار في هذه البلاد . كما انه لازالت خيوط المؤامرات على حضرموت تحاك ، دون ان يحرك محافظها ساكناً إتجاهها ، فهناك تصدر التعليمات من صنعاء مباشرة بتوظيف أبناء المناطق الشمالية ، في وظائف هي من نصيب أبناء حضرموت
قبل حوالي ثلاثة أشهر تقريباً ، تم إختطاف الشخصية المشهود لها بالنزاهة القاضي سالم عبدون ، من قبل مجموعة عناصر فقدت ضمائرها ينتمون لمحافظة شبوة ومن قبيلة ال الدولة بالتحديد ، على خلفية حكماً قضائياً عادلاً نطق به رئيس نيابة الإستئناف القاضي سالم عبدون ، وقد تم إختطافه في وضح النهار ، ومن أمام بيته حسب الرواية المتداولة ، بعد كل هذا العمل الإجرامي ظننا بأن الحكومة لن تغمض لها عين وستلقي القبض فوراً على هؤلاء المختطفون ، مع العلم بأن الأجهزة الأمنية على دراية كاملة بالمختطفون ومقر أماكنهم .
وبعد أن رأى أبناء حضرموت التهاون وعدم الإهتمام من قبل الأجهزة الأمنية للتعامل مع مثل هذه الجريمة قاموا بعدها أبناء حضرموت بكافة شرائحهم وإنتمائهم السياسة والإجتماعية بالعمل على التصعيد والضغط على الأجهزة الأمنية والحكومة ، وذلك من خلال تنظيم الوقفات وإصدار بيانات الإذانه والإستنكار على حادثة الإختطاف إلى أن تم الإفراج عنه ، ولم يكتفي أبناء حضرموت بهذا بل قاموا بعمل له مراسيم إستقبال وقد حضر موكب مهيب من أبناء المحافظة لإستقباله , كل ماعملوه أبناء حضرموت لا يريدوا عليه مقابل لا جزاءً ولا شكورا ، وإنما عملوه لوجه الله وتضامناً معه لأنه يعدّ إحد أخير وأنبل الكوادر القضائية الحضرمية
أستاذي ووالدي رئيس نيابة إستئاف المكلا ، من خلال متابعتنا للأحداث التي تجري على الساحة ، أفادتنا مصادر مؤثوقة تعمل معكم في السلك القضائي ، بأنه أتاكم قرار من صنعاء بتوظيف ثمانية أشخاص جبرياً من خارج محافظة حضرموت في النيابة ، من بينهم السكرتير والمحقق وغيرها من المسميات الإدارية لديكم ، علماً بأن هناك مئات الخريجين الحضارم من كلية الحقوق ومعظمهم حاصلين على درجات متفوقة في مجال القانون ، وإلى الأن لم يحظوا على أية وظائف في السلك القضائي ، أو الشؤون القانونية ، أليس من المفروض إعطائهم الأولوية في أحقية التوظيف ؟
القاضي سالم عبدون هل تدري بأن رضوخنا وإستسلامنا لهذا القرار التعسفي معناه إننا نعطي رسالة إلى أبنائنا الطلاب مفادها : لا
تتعبوا أنفسكم بتحملكم عناء ومشقة الدراسة فأنتم لاتوجد لكم أماكن للتوظيف في محافظتكم وعليكم الإغتراب والبحث عن العمل في أي مكان آخر.
سيدي القاضي رئيس نيابة استئناف المكلا سالم عبدون ، فقد حان الان موعد رد الوفاء والجميل لأبنائك الحضارم ، ليس لأنهم وقفوا معك ولكن لحملهم الشهادات في هذهِ التخصصات وكونهم أحوج وأولى بالتوظيف ، أبناء حضرموت على يقين تام بأنك ستكون في أول المتضامنين والرافضين لذلك القرار الإجباري والذي يفرض بتوظيف ثمانية أشخاص من خارج محافظة حضرموت ، فأبناء حضرموت الان يطالبون بحق مشروع وكافله لهم القانون ، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان .
* كتب / أشرف باعلوي