تتمحور عمليات جيش الإحتلال اليمني في المدن الإستراتيجية بالنسبة للمتنفذين في دولة الإحتلال اليمني "تجار النفط"، مثلاً مديريتي غيل باوزير والشحر، ومن المعروف ان اهمية هذه المدينتين يكمن في موقعهما، فالأولى تقع غرب ميناء الضبه الإستراتيجي لتصدير النفط والثانية تقع شرقه، أي ببساطة إن السيطرة على هاتين المدينتين يجعل من السيطرة على ميناء الضبة النفطي أمر سهل او حتى قصفه ونسفه في آخر المطاف.
لذلك أقول ان الحملة العسكرية التي تستهدف هاتين المدينتين في حضرموت حالياً هي بغرض السيطرة عليهما وعمل فيها قواعد عسكرية بإمكانات عالية، وانا ألمس هذا الأمر في عمليات الإقتحامات التي تشهدها المدينتين بين الفترة والأخرى .
فمثلاً كلنا نلاحظ حجم القوة العسكرية التي تستخدم في الهجوم ونوعية الاسلحة المستعملة في الحملة، من دبابات ومروحيات حربية ومدرعات ومختلف انواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة إظافة إلى عدد الجنود.
بالمقابل الجماعة التي تقول سلطات الإحتلال اليمني ان الحملة تستهدفهم وما تسميهم بـ"القاعدة" فهم في الأخير شخص او شخصين او اربعة اشخاص بالحد الأعلى لعددهم، ومع ذلك فإن قوات الإحتلال اليمني تتعمد إحداث ضجة كبيرة حولهم لمحاولة إقلاق المجتمع الدولي إزاء المدن التي تستهدفها وهي غالباً جنوبية، مما يجعل تدخل قوات إمريكية في الهجمات أمر ضروري وذلك لكسب الشرعية الدولية في حملاتها العسكرية، وكسب المزيد من الوقت لتأخير إلتفات المجتمع الدولي لقضية الجنوب العادلة وإرسال رساله للقوى المهيمنة على العالم، مفادها انه إذا أعطي للجنوبيين إستقلالهم فإنكم ستساهمون في إيجاد مناخ مناسب لرعاية وإحتضان "الإرهابيين" وهذا الأمر يجعل المجتمع الدولي قلق حيال هذا الأمر.
وفي الأخير يمكننا القول أن مايحدث في هاتين المدينتين وغيرها من المدن المستهدفة في الجنوب، ماهي إلا حرب سياسية بين فرقاء النظام السياسي الفاشل في صنعاء من جهة، وهي كذلك حرب موجهة نحو صدر الثورة الجنوبية من جهة أخرى!
وهذا الأمر يتطلب مواجهة صريحة من قبل قوى الثورة الجنوبية التي هي بعيده كل البعد عن هذا الأمر، وهو ماجعل مهمة سلطات الإحتلال في هذا الإتجاه سهلة للغاية، مع إنشغال المكونات الثورية الجنوبية ببعضها البعض والذي يمكن ان يكون لنظام الإحتلال دور فيه من خلال دعم اطراف منهم ضد الأطراف الأخرى.
وهنا وجب على الفرقاء الجنوبيين أن يكونوا بحجم المؤامرة التي تحاك ضدهم من قبل اجهزة إستخبارات الإحتلال وكذلك مخابرات دول عربية معروفة، وعليهم المبادرة في إيجاد سبل نظال جديدة تستهدف مصالح الدول في الجنوب والعمل على جبهة سياسية موحدة، تتفاوض مع هذه الدول سياسياً بما يتعلق بالمصالح المشتركة.