سباق بين مصر وقطر على الاستنكار اللفظي للهجوم الإسرائيلي على غزة
مرسي يعود إلى اسلوب مبارك بالتنديد والاتصال بواشنطن، ويستدعي خليفة عمر سليمان من إسطنبول لحل المشكلة.
شبوة برس - متابعات
القاهرة – تسابقت مصر وقطر على إطلاق تصريحات الاستنكار ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة دونالقيام بأية خطوات عملية تساعد حلفائها "من الإخوان الذين يحكمون قطاع غزة".
وندد الرئيس المصري محمد مرسي بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفها الخميس بأنها "غير مقبولة".
واكتفى بالعودة إلى اسلوب الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالتنديد والاتصال بالإدارة الأميركية للتدخل، من دون أي فعل يرغم السلطات الإسرائيلية على إيقاف عدوانها.
وقال مرسي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما انه ناقش "سبل الوصول الى تهدئة وانهاء العدوان".
فيما دعت دعت قطر مجلس الأمن الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته" في وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة ان "العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يجب الا يمر دون عقاب".
ولا يتعدى التصريح القطري أي خطوات عمليه تساعد "حلفائها" في حركة حماس الحاكمة في القطاع.
وقال رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني "احب ان ادين" الهجوم الاسرائيلي، مؤكدا ان "هذا الاعتداء الآثم يجب الا يمر دون عقاب".
وبعدما عبر عن تعازيه "للضحايا في غزة"، اكد الشيخ حمد ان "مجلس الأمن يجب عليه ان يضطلع بمسؤولياته في حفظ السلام والامن في العالم".
واضاف الوزير القطري في تصريح على هامش الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا في الرياض ان "هذه القضايا هي التي تجعل التطرف هو المنهاج. نحن نرفض الارهاب ونرفض التطرف لكن هذه القضية ومثل هذه الاعتداءات غير المسؤولة وغير المبررة يجب ان تدان من قبل العالم".
وبدا الرئيس المصري محمد مرسي مقهورا ومكتئبا مقارنة بالخطب التي ألقاها في السابق وتجنب مرارا النظر إلى الكاميرا وهو يتحدث عن الخطوات التي اتخذها لاستدعاء السفير المصري في اسرائيل والاتصال بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال مرسي "إننا نتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان عليهم. فنحن لا نقبل بأى حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة".
ومضى يقول "على إسرائيل إدراك أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلبا على الأمن والاستقرار في المنطقة".
ويواجه مرسي مأزقا عميقا في علاقاته مع إسرائيل. فبينما يحرص على إظهار كراهية شعبية واسعة النطاق لإسرائيل فإنه يحتاج ايضا الى اقناع القوى الغربية ألا تخشى حكم الإسلاميين في مصر.
ووصل السفير المصري لدى إسرائيل، عاطف سيد الأهل، إلى القاهرة، بعد ظهر اليوم الخميس.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قرَّر، مساء الأربعاء، سحب السفير المصري من إسرائيل ضمن جملة من القرارات احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعاد رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء محمد رأفت شحاتة "خليفة عمر سليمان" إلى القاهرة ظهر الخميس قادما من إسطنبول بعد قطع زيارته لتركيا لمتابعة التطورات الأخيرة في قطاع غزة.
وقالت مصادر مصرية مطلعة "وصل شحاته على الطائرة المصرية القادمة من إسطنبول حيث رافقه إثنان وجاءت عودته بعد أن قطع زيارته لتركيا والتي بدأها قبل أيام لبحث دعم التعاون بين مصر وتركيا إلا أن التطورات الأخيرة في قطاع غزة عجلت بعودته لمتابعة التطورات عقب فشل الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية".
وأضافت "من المتوقع أن يجري شحاته إتصالات بين الطرفين في غزة وإسرائيل للتوصل إلى وقف للإعتداء الإسرائيلي على القطاع".
على صعيد آخر جدّد الرئيس التركي، عبد الله غول الخميس، موقف بلاده المندد بالهجوم الإسرائيلي على غزة، ودعا واشنطن إلى توجيه تحذير إلى إسرائيل بهذا الخصوص.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن غول، قوله خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة، مع رئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو، إنه لا يمكن على الإطلاق النظر بتفهم إلى الهجوم الإسرائيلي على غزة، وإنما على العكس لا بد من إدانته بشدة.
يذكر ان تركيا واجهت العدوان الاسرائيلي على سفينة "مرمرة" وقتل عدد من طاقمها، عندما كانت تنقل مساعدات الى قطاع غزة بالاستنكار والغضب، ولم تحصل على "اعتذار" طالبت به تل ابيب.
ولئن شدد الرئيس التركي على متابعته بقلق لتطورات الوضع في غزة، فانه حذّر من تصعيد محتمل، مشيراً إلى أن الجميع ينتظر من الولايات المتحدة أن تقوم بتحذير إسرائيل بهذا الخصوص.
يشار الى أن وزارة الخارجية التركية استنكرت في بيان، الأربعاء، الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالبت إسرائيل بوقفه على الفور، معربة عن وقوفها إلى جانب "الشعب المظلوم في غزة"، قائلة "إن العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل اليوم ضد غزة، تشكل آخر الأمثلة للسياسة العدوانية لهذه الدولة؛ وندين بشدة هذا الهجوم ونطالب بوقفه على الفور".
على صعيد آخر اكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الخرطوم الخميس ان اسرائيل لا تستطيع ان تقهر قطاع غزة حيث تشن عملية عسكرية منذ امس الاربعاء.
وقال مشعل في كلمة امام المؤتمر الثامن للحركة الاسلامية السودانية في الخرطوم ان "هذا العدو ضعيف لا يقهر غزة (...) نحن الذين سنردعهم. اسرائيل كيان غاصب لا يردع أصحاب الأرض الحقيقيين".
ورأى مشعل ان اسرائيل بشنها العملية العسكرية في غزة "تختبر مصر والعرب والمسلمين هل هي قادرة على فرض نفس المعادلات السابقة ام ان قيادات اليوم لديها رؤية الامة تثبت في كل محطاتها انها تنهج نهجا جديدة برؤية جديدة".
واكد ان "الزمن الذي فيه اسرائيل تعربد تغير وستنتهي العربدة ثم تنتهي اسرائيل معها".
ودعا مشعل "اهل فلسطين وغزة" الى ان "يقاتلوا كرجل واحد عن قوس واحدة وأحسنتم ان شكلتم غرفة واحدة من كل الفصائل للرد" على الهجمات الاسرائيلية.
الى ذلك دافعت الولايات المتحدة بقوة عن الضربات التي توجهها اسرائيل الى قطاع غزة في اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي طالبت خلاله الدول العربية بادانة الغارات.
وقالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس ان "اسرائيل وعلى غرار كل امة، لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد مثل هذه الهجمات الوحشية" معتبرة ان لا شيء يبرر هذا العنف.
واضافت رايس "ندعو اولئك المسؤولين عن هذه الهجمات الى ان يوقفوا فورا هذه الاعمال الجبانة"، مؤكدة ان "لا شيء يبرر العنف الذي تلجأ اليه حماس ومنظمات ارهابية اخرى ضد الشعب الاسرائيلي".
وتابعت السفيرة الاميركية المرشحة لمنصب وزيرة الخارجية في الولايات المتحدة، ان "حماس تقول انها حريصة على مصالح الشعب الفلسطيني لكنها تواصل العنف الذي لا يؤدي الا الى اضعاف القضية الفلسطينية".
واكدت رايس ان "مهاجمة اسرائيل بشكل شبه يومي ليس من شأنها مساعدة الفلسطينيين في غزة كما انها لا تقرب الشعب الفلسطيني من تحديد مصيره واستقلاله".
ودان سفير بريطانيا مارك لايل غرانت ايضا اطلاق الصواريخ على اسرائيل لكنه دعا اسرائيل الى "التصرف بطريقة تخفف التوتر".
* المصدر : ميدل ايست اونلاين