من تاريخ المفاوضات بين بريطانيا ووفد الجبهة القومية : مذكرة نقاط الاتفاق لاستقلال الجنوب العربي
ترجمة وتعليق : محمد سعيد باحاج*
أتصل بي الزميل "عبدالله لقور بن عيدان" ناشر ورئيس تحرير موقع "شبوه برس" وأرسل لي صور نادرة من ملاحق استقلال الجنوب العربي وطلب مني ترجمتها وإليكم ترجمة نص الملحقين .
الملحق الأول (ملاحظة مـالية ) الوثيقة 5 :
وتم الاتفاق أيضا على المسائل المالية التالية:
1) اتفق الوفدان على مواصلة التفاوض حول موضوع المساعدات المالية بعد الاستقلال.
ولقد وافق الوفد البريطاني على أنه في حين البدء في هذه المفاوضات، فأن المساعدة المالية الحالية للأغراض المدنية والأغراض العسكرية يجب أن تستمر.
وهذه المساعدة تصل إلى12 مليون جنية إسترليني لتغطي فترة ستة أشهر التي تبدأ في 1 ديسمبر 1967م .
لقد طلب وفد الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني أن يدفع المبلغ دفعة واحدة وفي أقرب وقت ممكن.
وأوضح أن هذه الدفعة ستحتوي على رأس المال على حد سواء للجانب المدني والعسكري، والتي لا يمكن تمثيلها بالمدفوعات المتكررة.
تعهد الوفد البريطاني للتحقيق في إمكانية جعل هذه المدفوعات المتكررة كمبالغ مالية مقدما لأطول فترة ممكنة على الرغم من الإجراءات المالية المعقدة في المملكة المتحدة لحدوث بعض المشاكل المالية للسنوات الماضية ، وهذا قد تواجهه بعض الصعوبات.
2) اتفق وفد الجبهة القومية أنه خلال استمرار هذه المساعدات، سيتم الحفاظ على إجراءات المحاسبة المالية ومراجعة الحسابات القائمة .
( صورة الوثيقة رقم 5 )
الملحق الثاني (البيان الختامي ) الوثيقة 6 :
الصادر في 29 نوفمبر 1967م
التقى وفد المملكة المتحدة برئاسة اللورد شاكليتون الوزير بدون حقيبة مع رئيس وفد الجبهة القومية السيد قحطان الشعبي على التوالي في جنيف في الفترة من 21-29 نوفمبر 1967م .
2) ناقش الوفدان نقل السيادة واتفقا على أن تنهي جلالة الملكة حمايتها على الأراضي التي سيتم إدراجها في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية واتفق الوفدان أيضا على أن كل السلطات والحقوق المخولة للتاج الملكي مباشرة قبل الاستقلال أن تخول للدولة الجديدة ذات السيادة وفقا لذلك من 30 نوفمبر 1967، وهو تاريخ استقلالها.
3) اتفق الوفدان على أن تنشأ بين البلدين علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء.
4) لقد علم للوفد البريطاني بأن التصريحات العلنية من قبل الجبهة القومية تؤكد سلامة الجاليات الأجنبية المقيمة في الإقليم.
5) ناقشت الوفود أيضا المسائل الأخرى التي تهم الجانبين بما في ذلك تقديم المساعدات.
وأكد الوفد الجبهة القومية على أهمية مواصلة المساعدة المالية البريطانية للحفاظ على منشأتها المدنية والعسكرية، وتطوير بلادهم لتلبية تطلعات شعبها وكذلك قوات الدفاع العسكرية .
أعتبر الوفد البريطاني إن الوقت قصير جدا ولا يسمح لمناقشة المشاكل المالية من كل الجوانب ولكن يجب مواصلة المفاوضات لموضوع المساعدات بعد الاستقلال.
ولقد اتفقوا حين شروع هذه المفاوضات على الاستمرار في تقديم المساعدة المالية الحالية للأغراض المدنية والعسكرية لمدة ستة أشهر تبدأ في 1 ديسمبر 1967.
6) نقل اللورد شاكلتون التمنيات الطيبة من الحكومة البريطانية وشعبها إلى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وأكدت رغبتها في المساهمة في ازدهارها وأمنها على أساس من الاحترام المتبادل والمساواة.
طبعت في انجلترا من قبل مكتب مطابع صاحبة الجلالة.
( صورة الوثيقة رقم 6 )
التعليق :
من الملاحظ أن وفد الجبهة القومية لم يوقع في جنيف بسويسرا في 29 نوفمبر 1967م على اتفاقية استقلال وإنما وقع على مذكرة النقاط المتفق عليها المتعلقة باستقلال الجنوب العربي ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) كما جاء في النص الانجليزي : Memorandum of Agreed Points relating to Independence for South Arabia ( the People's Republic of Southern Yemen).
وهناك فرق بين مذكرة تفاهم واتفاقية في القانون الدولي .
على كل حصل الذي حصل ولم يكن وفد الجبهة القومية المفاوض متكافئا مع أساطين السياسية البريطانية من ذوي الخبرة والمراس والتجربة لأن أعوادهم طرية ما عدا الرئيس قحطان الشعبي.
لقد استلم رئيس الوفد قحطان الشعبي مبلغ 3 مليون جنية إسترليني من ضمن 12 مليون جنية إسترليني المتفق عليها كمساعدة للدولة الجديدة حسب ما ذكر في ملحق ملاحظة مالية أعلاه , ولا أدري فيما أذا الحكومة البريطانية دفعت باقي المبلغ 9 مليون جنية إستريني أم لا.
لقد وعدت بريطانيا حكومة اتحاد الجنوب العربي بالاستقلال في عام 1968م وبدفع مبلغ 60 مليون جنية إسترليني كمساعدة في حالة استلام اتحاد الجنوب العربي الحكم في البلاد ولكن بريطانيا سلمت الحكم للجبهة القومية التي لا يعجبها الحكم الرشيد مثل ماليزيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك رفضت الانضمام إلى رابطة دول الكومنولث البريطاني .. فتسرعت في المفاوضات حتى أن المفاوضات لم تأخذ وقتا طويلا وإنما 9 أيام فقط ( 21 – 29 نوفمبر 1967م ) ونظرا لضيق الوقت قررت بريطانيا النظر في بقية المطالب مثل :
- بقية المبالغ المعتمدة في ميزانية 1967/1968
- تغطية العجز المالي المتوقع في ميزانية 67/ 1968م
- المبالغ المعتمدة لخطط التنمية
- التقاعدات والتعويضات المالية المدفوعة للضباط أو المسئولين الأجانب
- اعتماد مبالغ للتعويضات والتقاعدات
- المساعدات الفنية
- العملة
- القروض للمشاريع التنموية .
إلى أبريل 1968 بعد إقامة الدولة الجديدة ...ولكن بريطانيا نكثت عن وعدها وتنصلت من كل التزاماتها المالية ومن بينها مبلغ 60 مليون جنية إسترليني واعتبرت أن الحكومة الاتحادية السابقة تصرفت في المبلغ في شكل قروض والتزامات عسكرية من أجل تجهيز الجيش الاتحادي .
(صورة من الأرشيف لمقاتلي الجبهة القومية يتوسطهم عبدالفتاح إسماعيل ومحمد صالح مطيع وزير الخارجية السابق)
* كاتب وصحفي في صحيفة ( الرأي العام والطليعة الحضرمية ) في الستينات