كانت البداية في العام 1948 م عندما استبيحت صنعاء ونهب متاجرها وبيوت مواطنيها تحولت بعدها إلى ارض جرداء لا حياة فيها . وفي العام 1994 م أصدرت هيئة علماء الزنداني فتواها التي كفرت أبناء الجنوب رجالا ونساء وأطفالا وأباحت نهب عدن وحضرموت وبقية المحافظات فصارت مدنها مفتوحة للسرقة والنهب والى فيد وغنائم حرب , فانتشرت جحافل الجيش وقبائل الشمال المدعومة بفتوة المنافقين لتستولي على كل ما تستطيع أياديهم الآثمة الوصول إليه فأطبقوا على الأراضي وعلى الممتلكات العامة والخاصة وعلى ثروات وممتلكات دولة وشعب كانت قائمة قبل العام 1990 م . انتشروا كالجراد الجائع فالتهمت كل شيء أمامها .
وليس بغريب اليوم ان تفتي هيئة علماء الزنداني بسرعة السيطرة العسكرية على مواقع ومطارات شركات النفط والغاز في حضرموت وكذلك على بقية الثروات الأخرى كالأسماك والمعادن الثمينة وكل ذلك قد نزل عليهم من السماء وفي غفلة من الزمن على ضوء اتفاقيات الوحدة الاندماجية الفورية التي تمت بين العليان :
على عبد الله صالح وعلي سالم البيض , وسط ظلام دامس داخل نفق (جول دمور )بمديرية التواهي , فأصبحت بقوة السلاح ثروتهم الوحيدة التي لا يمكن أن يتخلون عنها حتى ولو تمت إبادتهم من على وجه الأرض , لأن البديل سيكون الانتحار لهم .
ذلك ما يجب أن يدركه جيدا كل مواطن في عدن وحضرموت وشبوة والمهرة ولحج وأبين , أما ثروتهم الوطنية الوحيدة التي تقع في مناطق الشمال فهي : جبال قاحلة ومدرجات زراعية جبلية تنتظر رحمه من السماء بهطول الأمطار والقات بمختلف أنواعه إضافة الى تحويلات مغتربيهم المطاردين من البلدان الأخرى بسبب سلوكياتهم المشينة وسياسة حكوماتهم الاستبدادية الفاسدة المتعاقبة وكذلك ما يجمعه متسوليهم المنتشرين في جميع بقاع الأرض وتحديدا بلدان الخليج , وما توفره الدولة من الزواج السياحي وزواج المتعة والمتاجرة بالأطفال .
كما لا ننسى تسول الحكومات اليمنية المتعاقبة منذ العام 1962 م وحتى الوقت الحاضر وإلى ابد الآبدين , تلك الحكومات الفاسدة التي دأبت على التسول ومد الأيدي للآخرين انطلاقا من حكمتهم التي تقول : بأن للتسول مقامات , تسول حكومي على مستوى العالم وتسول شعبي على مستوى الشارع المحلي .
حتى سائلة صنعاء استمرت حكومات اليمن باسمها تتسول حتى تمكنت من اعمارها بعد الاستيلاء على ثروات عدن وحضرموت وشبوة .
فهل يعقل للحكومة اليمنية اليوم وبنيانها العسكري القبلي أن تتخلى عن السيطرة على هذه الثروات؟ فها هي اليوم تشعر بالخطر على مصيرها بعد اندلاع الهبة الحضرمية . نقولها صراحة لا والف لا , لن تتخلى عنها طواعية إلا بالصميل والقوة الموازية لقوتهم وهمجيتهم , وما فتاوى هيئة علماء الزنداني المنافقين وكذلك أسراب الطائرات المحملة بالعتاد وبالقوات العسكرية والمليشيات المسلحة المتجهة صوب مطارات شبوة والريان وسيئون والمطارات الخاصة بشركات النفط والغاز الا دليلا واضحا على صدق كل ما ذكرناه أنفا , وهذا ما يجب على الجميع أن يتحملوا مسئولياتهم الوطنية في مقاومة الغزاة المحتلين وطردهم وإلى الأبد .
* حسن بن حسينون